أبدى عدد كبير من أبناء الجالية الجزائرية ومشجعي المنتخب الوطني بفرنسا، استعدادهم الكامل للسفر إلى البرازيل، الصيف المقبل والتمتع بمشاهدة مباريات "الخضر" من على المدرجات، التي ستعرف دون شك ملاعبها غزوا جزائريا غير مسبوق، وقصد تجسيد الغرض، عمد الأغلبية منهم إلى تقديم تواريخ عطلهم السنوية من شهر أوت إلى ما بين شهري جوان وجويلية، وبذل المزيد من الجهد في التقليل من المصاريف اليومية لأجل تخصيص ميزانية إضافية على التي كانت مقررة سابقا لزيارة الأهل والوطن.
كما قرر بعض الشباب من مشجعي المنتخب الوطني، تأجيل مراسيم الزواج إلى ما بعد نهاية منافسات نهائيات كأس العالم، وذلك حتى يتسنى لهم التمتع بمتابعة لقاءات المونديال بالبرازيل والإبتعاد قليلا عن ضغط متطلبات ومتاعب التحضيرات للعرس. ويفضل أنصار ومشجعو المنتخب الوطني من ذوي الدخل المتوسط والطلبة التنقل إلى البرازيل عبر وكالات السفر التابعة لأبناء الجالية الجزائرية أو المغاربية، وذلك نظرا إلى أسعارها المعقولة جدا مقارنة بأسعار الوكالات الأخرى، إضافة إلى تعود أبناء الجالية الحجز بهذه الوكالات التابعة لأبناء الهجرة في تنقلاتهم إلى البقاع المقدسة، لتأدية مناسك العمرة أو الحج، وتنشط حاليا العديد من وكالات السفر والسياحة على المستويين الدعائي والإعلامي في الأسواق العمومية والأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية للجاليات الجزائرية والبرتغالية والإيطالية والإسبانية، بتقديم الإرشادات وتوزيع بطاقاتها ومجلاتها الإشهارية على أبناء هذه الجاليات ومشجعي منتخباتها الوطنية وذلك لإقناع هؤلاء الأنصار بالسفر عبر رحلاتها إلى البرازيل.
.
أنصار "الخضر" بليون: رايتنا تجبرنا على ضرورة التأهل إلى الدور الثاني
من جهة أخرى، يشارك أبناء الجالية الجزائرية وأنصار "الخضر" بفرنسا رأي بعض العناصر الدولية السابقة التي ألحت على ضرورة التأهل إلى الدور الثاني في نهائيات مونديال البرازيل 2014، ويصرون من جانبهم وبإلحاح كبير، على ضرورة العبور إلى الدور الثاني، بل ذهب البعض منهم إلى حد وصف الإخفاق في التأهل إلى الدور الثاني لا سمح الله، بالمهزلة والكارثة، مؤكدين أن أية مبررات أو التقليل من مستوى المنتخب الوطني غير مقبولة البتة، مادامت الدولة قد قدمت كل ما يحتاجه التعداد من إمكانات مادية ومعنوية، إضافة إلى ثراء تعداد التشكيلة بالعناصر القوية وعلى لاعبين عالميين ينشط أغلبيتهم في مختلف منافسات البطولات الأوروبية، كما يشرف على الطاقم الفني للمنتخب مدرب محترم، وتوفر المنتخب الوطني حاليا على إدارة متمدرسة وذات خبرة طويلة في منافسات نهائيات كأس العالم ـ وأشار نبيل 28 سنة، من فول فلان VAULX-EN-VELIN بالضاحية الشرقية لمدينة ليون، أن سمعة المنتخب الوطني تجبر كل أفراده من لاعبين ومسيرين ومدربين على تحقيق النتائج وعدم الإكتفاء باحتساب عدد المشاركات في نهائيات كأس العالم، من جهته أكد بن عالية، 48 سنة من سان فون SAINT FONS أن على المشرفين على المنتخب الوطني أن يستفيدوا من دروس المشاركات الماضية لتصحيح السلبيات وحتى نتقدم إلى الأمام، رافضا التدخل في مهام الطاقم الفني "للخضر"، غير أنه أصر على تأكيد أن في جميع المباريات السابقة للمنتخبين الوطني، كان يعاني الفريق من نقص رهيب من جانب التحضير البدني، فالأرقام تؤكد حسبه لما يقول، يضيف بن عالية أن من بين الإثني عشر هدفا التي تلقاها المنتخب الوطني، عشرة أهداف كانت خلال الأشواط الثانية من مباريات منافسات نهائيات كأس العالم.
من جهته، ناشد كمال، 24 سنة، من ليون، المشرفين على المنتخب الوطني بضرورة الإهتمام أكثر بالعمل الميداني والتحضيرات المكثفة إلى غاية انطلاق المنافسات، ولا يهم بالنسبة له أسماء الفرق التي تنافس المنتخب الوطني في الدور الأول، مادام أن المتأهلين للدور الثاني سيكون من نصيب المنتخبات الأكثر إستعدادا وتحضيرا، مختتما تعليقه، جميع مباريات كأس العالم هي مصيرية بالنسبة للمنتخبات ومفخخة في نفس الوقت، واضعا مثالا على انهزام المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم 2010 أمام منتخب سلوفينيا (0 ـ 1)، غير المنتظر والمفاجئ للكثير من المحللين الرياضيين ـ في حين قال مهدي 27 سنة، من ليون كذلك، أن راية الجزائر تجبرنا جميعا، على ضرورة التفكير في الدور الثاني وعدم الإكتفاء بالدور الأول.