حقيقة الموت

مازلت على عادة الخلق في الحزن على من يموت من الاهل والاولاد ولا أتخايل الابلى الابدان
في القبور فأحزن لذلك
فمرت بي أحاديث قد كانت تمر بي ولا أفكر فيها
منها قول النبي صلى الله عليه وسلم (انما نفس المؤمن طائر تعلق في شجر الجنة حتى يرده الله عز وجل
الى جسده يوم يبعثه) فرأيت أن الرحيلالى الراحة وأن هذا البدن ليس بشيءلانه مركب تفكك وفسد وسيبنى
جديدا يوم البعث فلا ينبغي أن يتفكر في بلاه
ولتسكن النفس الى الارواح انتقلت الى راحة فلا يبقى كبير حزن وأن اللقاء للاحباب عن قرب
وانما يبقى لتعلق الخلق بالصور فلا يرى الانسان الا جسدا مستحسنا قد نقض فيحزن لنقضه
والجسد ليس هو الادمي وانما هو مركبه فالارواح لا ينالها البلى والابدان ليست بشيء

واعتبر هذا بما اذا قلعت ضرسك ورميته في حفرة فهل عندك خبر مما يلقى في مدة حياتك؟
فحكم الابدان حكم ذلك الضرس لا تدري النفس ما يلقى ولا ينبغى ان تغتم بتمزيق جسد المحبوب وبلاه
واذكر تنعم الارواح وقرب التجديد وعاجل اللقاء فان الفكر في تحقيق هذا يهون الحزن ويسهل الامر


صيد الخاطر_للامامأبي الفرج عبدالرحمن بن الجوزي

قضية الموت في نظر الاسلام واقع باصل عقدي ,فالموت في نظر الاسلام واقع يجب ان يكون حتى يحقق الخطوه الجزائيه فيما بعد الموت , وواقع يشهد بانه لا مقياس له ولا ارتباط بزمان ولا بمكان ولا بحال مما يدل علا ان سبب الموت هو خالق الوجود ,خالق الموت والموت من دون اسباب هو السبب ولذلك لا يتوقف على عمر ولا على صحه ولا على سبب مرئي ..فقانون الموت هو اللا قانون من حيث الزمان والمكان...................

بارك الله فيكم و جزاكم خير جزاء