يا عرب ......ويا مسلمون ......القدس تصرخ فهل من مجيب ... - راسم عبيدات ....... أهل القدس يصرخون ولا يسمعون إلا صدى صرخات أصواتهم، فهذه الأمة من محيطها إلى خليجها دخلت مرحلة سبات عميق وموت سريري،لا المسجد الاقصى يحركها ولا حصار وموت شعب ولا مصادرة أرض وهدم بيوت،وأهل القدس يقولون لهم كما قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان والمقاومة في تموز/ 2006 "والله أننا عرب"، فالهجمة على القدس ليست غير مسبوقة، بل وصلت حدود التطهير العرقي والطرد الجماعي، والاحتلال ماض بسياساته تلك دون رادع أو حتى اكتراث بأكثر من المليار ونصف مليار مسلم فهم بالنسبة له أصفار على الشمال لا قيمة ولا وزن ولا اعتبار لهم، ما داموا لا يجيدون سوى لغة الندب والبكاء والاستجداء، ورفع عقيرتهم بالصراخ والعويل وبيانات الشجب والاستنكار والإدانة،تلك لازمة وأسطوانة مشروخة اعتادت وتعودت عليها اسرائيل وأمريكا وأوروبا الغربية والعالم أجمع من العرب.
فتحت سمع وبصر العالم أجمع،تضرب إسرائيل بعرض الحائط وتنهك بشكل سافر وفظ كل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية،وتقدم على سحب إقامة ثلاثة نواب مقدسيين من «كتلة الإصلاح والتغيير» ووزير شؤون القدس السابق، الذين خاضوا الانتخابات التشريعية عن مدينة القدس بموافقة إسرائيلية وأمريكية وأوروبية غربية، ولا تكتفي بذلك بل وتعكف على إعداد قوائم لابعاد اكثر من ثلاثمائة مقدسي، من أجل تفريغ المدينة المقدسة من نخبها وقياداتها، ومن أجل أن تشرع الطرد والترحيل بحق أي مقدسي يحتج أو يعترض على سياساتها وإجراءاتها وممارساتها العنصرية في القدس،والتي يتم تصنيفها تحت ذريعة عدم الولاء لدولة إسرائيل، فالمطلوب من المحتل في زمن النفاق الدولي وازدواجية المعايير وانتقائيتها،أن يعلن ولاءه لدولة الاحتلال وأن يدين نضال شعبه ويصفه" بالإرهاب"،رغم أن كل القوانين الدولية تجيز وتشرع للشعوب المحتلة استخدام كل أشكال النضال من أجل نيل حريتها واستقلالها.والحق في تقرير مصيرها.
ومسألة الطرد والترحيل والتطهير العرقي بحق المقدسيين،ليست معركة المقدسيين الوحيدة،بل يخوضون معارك مع الاحتلال على كل الجبهات وفي كل الميادين، ففي الوقت الذي صادقت فيه محكمة العدل العليا الإسرائيلية على قرار سحب مواطنة النواب المقدسيين ووزير شؤون القدس السابق،كانت بلدية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وعبر لجنة البناء والتنظيم المحلية تصدر قراراً بمصادرة أراضي حي البستان في سلوان وهدم 22 منزلاً من أصل 88 منزلاً فلسطينياً مهدداً بالهدم من أجل إقامة ما يسمى بحديقة الآثار،وهذا القرار يخفي خلفه أجندة مخفية ألا وهي إيجاد حالة من التواصل الجغرافي بين البؤر الاستيطانية المقامة في قلب بلدة سلوان، وبين البؤر الاستيطانية داخل البلدة القديمة من القدس، وتحديداً في منطقة حائط البراق الغربي ، وأيضاً في ظل حديث عن مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة فالوضع سيان،ومع قرب عودة المبعوث الأمريكي لشؤون الرباعية"ميتشل" إلى المنطقة شرعت الجرافات الإسرائيلية بالقيام بحملة تجريف واسعة للأراضي العربية المملوكة لأهالي قرى شعفاط وبيت حنينا وحزما من أجل توسيع مستوطنة"رامات شلومو" (1600 ) وحده سكنية فيها، وايجاد تواصل جغرافي بين مستوطنات شمال شرق القدس.
كل هذه المعارك والهجمة الشاملة على مدينة القدس،والعنجهية والغطرسة الإسرائيلية،وخرق وانتهاك والدوس على القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية،ليست كفيلة أو كافية لصناع القرار فلسطينياً وعربياً بالأساس لاتخاذ قرارات جادة وجريئة وعملية ترتقي لمستوى المسؤولية ولو لمرة واحدة،فنحن المقدسيين بدورنا نسأل،أليست الهجمة الخطيرة على القدس،كافية وكفيلة بوقف حالة النزيف الداخلي الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام المدمرة؟أم أن الصراع والاقتتال على السلطة أهم من مدينة القدس سكاناً وأرضاً ومصيراً ؟.
كما ان عدم الالتزام الإسرائيلي بوقف الاستيطان في القدس،بل وزيادة وتائره وتصعيده،في ظل حديث عن مفاوضات غير مباشرة ،وكذلك طرد وترحيل وإبعاد المقدسيين وهدم أحياء بكاملها،ليست كفيلة وكافية للطرف الفلسطيني المفاوض،من أجل مغادرة وقطع العلاقة مع نهج المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، والمستنزفة للوضع الفلسطيني والمستخدمة كغطاء لاستمرار إسرائيل في ممارساتها.
وعربياً فالنظام الرسمي العربي الذي يضغط على الفلسطينيين ،من أجل العودة للمفاوضات، أليس جديراً أن يخرج منه ولو مرة واحدة أردغان أو تشافيز واحد؟، ويقول لإسرائيل وحلفائها كفى فممارساتكم وأفعالكم واعتداءاتكم وتنكركم للحقوق والمصالح العربية،لم يعد محتملاً، فلسنا بحاجة لسفرائكم ولا ممثلياتكم التجارية ولا القنصلية ولا حاجة لمبادرة السلام العربية،وسنتعامل معكم بالند وبمنطق المصالح،وسنستخدم كل طاقتنا وإمكانياتنا من أجل استعادة حقوقنا وفرض هيبتنا ووجودنا،ولن نسمح لكم بأن تبقوا إسرائيل فوق القانون الدولي،وسنتمرد على كل قوانينكم وقراراتكم،ولن نسمح لكم بالاستمرار في لعبة المعايير المزدوجة وغيرها,
من أجل إنقاذ القدس من خطر الأسرلة والتهويد والتطهير العرقي، المطلوب امتلاك الإرادة عربياً وفلسطينياً، فالمواقف الدولية الصديقة والحليفة للشعب الفلسطيني والأمة العربية،تكون قوية وداعمة لتلك الحقوق والمواقف، بالقدر الذي يمتلك فيه الفلسطينيون والعرب عناصر القوة، ولديهم من عناصر القوة الشيء الكثير، والكفيلة ليس بتحريك المؤسسات الحقوقية والإنسانية،بل وبتغير مواقف دول بأكملها، فعلى العرب أن يقولوا ولو مرة واحدة مصالح الأمة العربية فوق كل المصالح القطرية والدولية،وإما أن تحترم القوانين والمواثيق الدولية من الجميع،وتسري العقوبات والقوانين على الجميع،وإما لا قاطعة لكل قوانينكم ومواثيقكم الدولية.؟