كانت السماء تعج بالمدعوين من الزوار، الذين قدموا من كل الديار، وشُرّعت لأجلهم الابواب،والوصيفات قد لبسن أجمل الأثواب، نسيم عليل يهب في الأرجاء، وعبق من القدسية ونور وضياء ..
البدر في شوال بانتصاف عمره،خرجت الإبتسامة من نافذة الزنزانة، حطمت قيدا، وقهرا..
خرجت تمشي باستحياء،ترتدي حلة زفاف بيضاء، رافقتها الوصيفات وبعض من النجمات..
من هناك الى قدس الاقداس.. ورفع الأذان ودقت الأجراس معلنة موسم الفرح والأعراس ..
مرّت في الحواري الحزينة ، وعانقت أحجارها وأسوارها المتينة ، وقبّلت مآذن الجوامع وقباب كالدروع عن الحق تدافع، ومرّت من الجانب الغربي للسور .. فرأت أقواما غريبة بقربه ترقص وتدور .. بكت المسكينة، وناحت على تلك المدينة !!
يا ابتسامة حطمت قيد الزنازين! أتراك على فراق سيدك تبكين ! أم على حال الذل والقهر تنتحبين! يا لمفارقة القدر.. إبتسامة تبكي بقهر ؟
ووصلت بصمت وكبرياء،لتدخل على بيت عريس طالما طلبت نفسها به اللقاء
بكت النجوم ومعها الغيوم، وناحت حمائم الديار، وعروس زيّنت الدار.
العروس،" ابتسامةٌ" كفلق الصباح، حين يبسم بها الفجر بعد انقشاع ليل طويل، وأبهى من طلوع شمس بددت مرارة ليل كحيل،، و أجمل من ضياء يلغي سوداوية القهر ..
زفّت "إبتسامة "في تلك الليلة المعتقة بريح النصر والحرية، وانتقلت لترقب القبة الذهبية،هناك حين تلتقي مع عاشقها الأسير، لتخفف عنه وطأة العيش وقهر مرير,, زفّت عروسا ناصعة البياض، نورا يتوهج كالبدر في تلك الليلة! فحار الناس أي بدر في السماء هو بدرك يا شوالُ ؟؟ أم من هو ؟
رائد صلاح يا صاحب الإبتسامة الندية الواثقة ... لأجل ابتسامتك التي تراءت مع سبابة طالما قهرت عدوها،سبابة ما انفكت ترتفع لتصل عنان السماء معلنة لله وللاقصى الولاء.. ابتسامتك حررت قيد الكلمات وفكت قيد العبارات ورسمت أملا أراه من بعيد آت ..
يا صانع ابتسامة رأيتها ارتسمت على بدر شوال لتراها عيون الآلآف على أرض طالما احتضنتك واحتضنتها أكثر مما هي فعلت، ابتسامة كان يراها ألاف من الرجال والنساء والأطفال على أرض بلدك، و"ابتسامة" رأيتها ، تزّف الى عريسها الأقصى في عرس نصر وتحرير.
[/size]