(الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين )
الاخلاء جمع خليل والخليل هو الذي احبك وتحبه حبا عظيما حتى يتخلل حبه جميع البدن وفي ذلك يقول الشاعر
قد تخللت مسلك الروح مني ..... وبذا سمي الخليل خليل
فاذ صدق الود واشتد فان اعلى إنواع المحبة هي الخلة
ولهذا اتخذ الله ابراهيم خليلا واتخذ محمدا خليلا ولا نعلم انه اتخذ خليلا من خلقه الا هذين ابراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم ولهذا نقول من قال ان ابراهيم خليل الله وموسى كليم الله ومحمد حبيب الله فقط فقد نزل رتبته بل هو عليه الصلاة والسلام أعلى من الحبيب فالله يحب المؤمنين ويحب المقسطين ويحب المتقين فمحبته أوسع لكن الخلة لا تحصل لكل أحد
قال عليه الصلاة والسلام لو كنت متخذا من أمتي خليلا الاتخذت أبا بكر ومع هذا سئل أي الرجال أحب اليك قال أبو بكر ففرق بين الخلة والمحبة
في الاية الكريمة كل الاخلاء اعداء الا المتقين لان محبتهم في الله والرجلان اذا تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه
(اذ تبرأ الذين اتبعو من الذين اتبعو ورأو العذاب وتقطعت بهم الاسباب )
قال ابن عباس تقطعت بهم المحبة فكانت المحبة بينهما في الدنيا وفي الآخرة تتلاشى وتتقطع
ثم يجب أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى يبتلي العبد فتارة ييسره لاخلاء صدق يدعونه للهير يأمرونه بالمعروف ويعينونه على مايعجز عنه وتارة يبتلي بقوم خلاف ذلك ولهذا جاء الحديث (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) روآه أبو داوود