نضال ليلى إدارية مميزة
عدد المساهمات : 496 تاريخ التسجيل : 28/11/2009
| موضوع: أمير المؤمنين تحت الشجرة.. وأخيراً الأمير وليام على الرصيف! الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 3:54 pm | |
| | | التصرف الاستثنائي الذي قام به مؤخراً الأمير وليام، وهو الأقرب إلى العرش البريطاني، ويشكر عليه بالطبع، عندما أمضى ليلة على الرصيف نائماً في شارع بلندن على الكرتون متلحفاً بغطاء سميك وكانت درجة الحرارة تدنت تحت الصفر لتوعية الرأي العام على معاناة المشردين، لكن هذا التصرف الاستثنائي الذي تحدث عنه، وسوف يتحدث العالم، كان بمثابة الحياة الطبيعية اليومية لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأشرف خلق الله بعد نبيه الخلفاء الراشدون الأربعة؛ أبو بكر وعمر وعثمان وعلّي رضوان الله عليهم أجمعين، عاشوا حياتهم في زهد وتقوى وورع ونشروا العدالة والمساواة، وبهذه القيم نشروا الإسلام وفتحوا البلدان وحكموا العالم وبنوا إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس. ها هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، قد ضرب أروع الأمثال في الزهد والتقوى والورع والتواضع والعدالة، فقد روي عنه أنه احتبس عن الناس يوم جمعة فخرج يعتذر إليهم ويقول إنما احتبست لأني غسلت ثوبي، فهو لا يملك إلا ثوب واحد فقط، فأمير المؤمنين الذي يملك خزنة الدنيا بأسرها في يده وهو ليس معه إلا ثوب واحد يغسله ليصلي به سقطت عنه جماعه الجمعة لأنه ليس عنده ثوب يستر عورته ليصلي به، فلباسه حُلّتين: حلة في الشتاء وحلة في الصيف ولا يزيد عليهما. وكان رضي الله عنه كلما يُقدّم له الطعام الطيب يبكي ويقول: ''كل هذا لنا وقد مات إخواننا فقراء لا يشبعون من خبز الشعير''، ويقول: ''أو كلما اشتهيتم اشتريتم!''. وكان أعدل ما يكون في رعيته، حتى إن سفير (رسول) الروم جاء يسأل عن أمير المؤمنين فقيل له هو هناك، فقال أين قصر أمير المؤمنين، قالوا هناك، وكان عمر بن الخطاب ينام تحت شجرة، قال اسأل عن أمير المؤمنين لا على ألحاف الرعية، قالوا هو هناك، فذهب إليه فوجده يتوسد نعله، فقال هذا هو أمير المؤمنين، قالوا نعم هذا هو أمير المؤمنين، فقال الكلمة المشهورة ''حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر''. كان رضي الله عنه أعدل الناس، فلم تعرف الدنيا حكماً عادلاً مثله، وكان أرحمهم فها هو رضي الله عنه في عام الرمادة وقد نزل الضر بكل من كان بالمدينة إلاّ أن هناك في أقصى المدينة جماعة قد أصابهم الضر أكثر من غيرها، فإذا به رضي الله عنه يذهب مسرعاً إليهم يحمل فوق ظهره الدقيق وخادمه وراءه يحمل قربة مملوءة زيتاً، ثم يطهو بنفسه الطعام ويطرحه على ردائه ليأكلوا حتى يشبعوا ثم ينقلهم رضي الله عنه داخل المدينة، ليكونوا بالقرب منه حتى يشرف على رعايتهم. وكانت أول كلمات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه بعد مبايعته بالخلافة: ''بلغني أن الناس هابوا شدتي، وخافوا غلظتي أو قالوا قد كان عمر يشتد علينا ورسول الله صلى الله عليه وآله وصحابته وسلم بين أظهرنا، ثم اشتد علينا وأبو بكر رضي الله عنه، وإلينا دونه؛ فكيف وقد صارت الأمور إليه؟ أيها الناس إني قد وُليت أموركم، أيها الناس فاعلموا أن تلك الشدة قد أُضعفت ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والتعدي، فأما أهل السلام والدين فإنها ألين لهم من بعضهم البعض أو إني بعد شدتي تلك أضع خدي على الأرض لأهل العفاف وأهل الكفاف''. بهذه الكلمات رسم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ملامح خلافته؛ فالعدل والرحمة والتواضع هم الأساس الذي انطلقت منه خلافته التي ملأ الدنيا فيها عدلاً ورحمة وشهد له الأعداء قبل الأصدقاء. لكل ذلك جعل الله خلافة عمر فتحاً للدنيا بأسرها في مدة وجيزة من الزمن، وقلده رقاب كسرى وقيصر، رحم الله عمر ورضي عنه وأرضاه وأدخله فسيح جناته وحشرنا معه وأدخلنا مدخله، آمين. |
| |
|