السعاده بين الحزن و الالم
تختلف دائما الأيام في حياتنا فلا يشبه بعضها الآخر ، و تختلف فيها
الساعات بين الخير و الشر و السعاده و الحزن ، و ربما هذا الاختلاف هو
الذى ساعدنا فى التعرف على كل اشكال الجمال و عاوننا فى التعايش مع شتى
انواع القبح ، لكن طبيعتنا البشرية تأبى قبول ذلك، فهي تريد من الأيام أن
تكون كلها خيرا لا شر فيه و سعاده لا يتخللها أي احزان .
و رغم اننا لا نملك القدرة على التحكم في شكل الأيام واختيار مضمونها ،
إلا أننا، مع ذلك بإمكاننا أن نضيف اليها جمالا نصنعه بأيدينا ، انها
أشياء صغيرة في هذه الحياة نقدم عليها تجعلنا نقتنص من الايام سويعات من
السعاده و نرسم بها بسمات صادقه على الشفاه .
فنحن بالتاكيد نحب كثيرين، ونشعر بالامتنان تجاه كثيرين، لكننا غالبا ما
نبخل بالتعبير لهم عما في قلوبنا فنطبق الشفاه على عبارات المحبة و
الامتنان ، فرغم اننا نحبهم ونراهم يزينون حياتنا بوجودهم، لكنا لا نحرص
على إبداء ذلك لهم بكلمة حلوة أو ابتسامة صافية او لفته معبره .
وجود السعادة في حياتنا لا يشترط فيه البعد عن الحزن أو الألم، وإنما يكفي
فيه أن نحصل على بعض اللفتات الصغيرة التي تذكرنا بين حين وآخر، أن هناك
من يحبنا ومن يفكر فينا ومن يعجب بنا ومن يرغب في إدخال السرور على نفوسنا
فنستمد من ذلك الإحساس القوة التى تعيننا على تحمل الوجه الآخر للحياة بكل
ما فيه من قبح و قسوه .