باريس (رويترز) - جلست صوفيا ثابت في مطعم انيق في قلب العاصمة الفرنسية باريس يقع بين الباستيل ومنطقة بلاس دو لا ناسيون التجارية لتتناول وجبة فرنسية تشمل أطباقا تقليدية منها (الفواجرا) ولحم (الفيليه).
لكن هذا المطعم خلافا للمطاعم الفرنسية الاخرى لا يقدم النبيذ كما ان المأكولات التي يقدمها "حلال" اي معدة بما يتوافق مع الشريعة الاسلامية.
وقالت ثابت (29 عاما) وهي استشارية متخصصة في خدمات المستهلكين في شركة كبيرة للخدمات المالية "كلنا نأكل طعاما حلالا. هذا التغيير جميل..ان
نتمكن من أكل الاطباق الفرنسية وان تكون حلالا."
كانت ثابت تتناول العشاء مع مجموعة من زميلاتها في مطعم (ليز انفون تيريبل) وهو واحد من مجموعة جديدة من المطاعم الراقية التي تقدم الاطباق الحلال
في العاصمة الفرنسية باريس وحولها لتخدم العدد المتنامي من الشبان المسلمين العاملين.
ولانهم ولدوا وتعلموا في فرنسا فقد اعتادوا المطبخ الفرنسي ونشأوا على نفس منوال الحياة الاجتماعية لنظرائهم غير المسلمين ولذلك كان الاكل في الخارج
تجربة مخيبة للامال لانها تقتصر في هذه الحالة على مطاعم بسيطة ورخيصة او الاقتناع بقائمة الخضروات فقط.
وقال كامل سعيدي (32 عاما) الذي فتح المطعم بالتعاون مع شقيقه قبل عامين "كان الاكل الحلال في باريس قاصرا من قبل على مطاعم البيتزا ومطاعم
الكباب.
"لقد ولدت في فرنسا ونشأت في فرنسا وكنت محبطا لانه لم يكن بوسعي الاستمتاع بالطعام الفرنسي التقليدي الطيب."
اما دياب الاجنب (31 عاما) التونسي الاصل فقد افتتح مؤخرا مطعما تايلانديا راقيا ليتربح من الميل المتنامي لتناول الاطباق الدولية.
وقال "انا شخصيا كفرنسي لا أتوافق مع والدي كثيرا وانما مع الجيل الشاب من الفرنسيين الذين يفتحون مطاعم اسيوية.
"الفرق الوحيد انه طعام حلال."
يعيش في فرنسا أكبر عدد من المسلمين في أوروبا ويقدر بنحو خمسة ملايينة