تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: حملة لإنقاذ إسرائيل السبت يونيو 26, 2010 9:24 pm | |
| حملة إنقاذ " إسرائيل " | | | |
20/6/2010
ما الذي يربط بين جريمة أسطول الحرية واغتيال القيادي في حركة “حماس”، محمود المبحوح؟ سؤال غير منطقي في ظاهره، على اعتبار أن لا رابط مباشرًا بين الجريمتين، غير أن عودة الحديث عن جوازات السفر الأوربية المزورة في وقت لا تزال “إسرائيل” غارقة في ورطة لجنة التحقيق الدولية أو المحليّة، يثير الكثير من علامات الاستفهام.
قرار أيرلندا بطرد أحد دبلوماسيي السفارة “الإسرائيلية”، وإعلان بولندا اعتقال أحد عناصر “الموساد” على خلفية اغتيال المبحوح، وتزوير جوازات السفر يعطي انطباعًا أن النقمة الدولية على “إسرائيل” بلغت حدًا غير مسبوق. الأمر ليس حكرًا على فضيحة جوازات السفر المزورة أو المجزرة البحرية بحق الناشطين الدوليين والأتراك، بل سابق لذلك بدءًا من المحادثات التمهيدية الطويلة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة، وصولاً إلى التعاطي “الإسرائيلي” مع إيران، والخشية الغربية من إقدام الدولة الصهيونية على خطوة آحادية الجانب.
الانطباع بالنقمة صحيح وخاطئ في آن. وتعبير النقمة أساسًا لا يعبّر بشكل دقيق عن حقيقة الوضع الدولي ورؤيته عن الحكومة “الإسرائيلية” الحالية بشكل خاص، وليس عن “إسرائيل” بشكل عام كقوة احتلال في القرن الحادي والعشرين. لا شك في أن هناك تململاً من الأداء الحكومي “الإسرائيلي” في الملفات عامة. تململ يعبّر عنه المسؤولون الدوليون في أكثر من مناسبة، غير أنه لا يتعدى الانتقاد، أو توجيه رسائل العتاب غير المتبوعة بأي إجراءات عملية لترجمة هذا العتاب أو التململ.
“إسرائيل” أو حكومتها، تشعر بهذه الحالة الدولية المستجدة. وربما لهذه الغاية تم تفويض وفود برلمانية “لتحسين صورة “إسرائيل” في المحافل الدوليّة. تسمية مبالغ فيها في كيان يهوى لعب دور الضحية. الوفود قامت بجولتها، غير أنها لم تؤت أكلها. الصورة اليمينية لا تزال على حالها، وزادتها سوءًا جريمة أسطول الحرية، والدعوات الجولية لتشكيل لجنة تحقيق دولية.
تزامن هذه الدعوات مع إثارة قضية المبحوح مجددًا تؤشر إلى محاولة غير مباشرة للضغط على “إسرائيل”. محاولة تحمل في طياتها مساعي ل “إنقاذ “إسرائيل”. عبارة هي جوهر الحراك الدبلوماسي الغربي، سواء في أوربا أو الولايات المتحدة، حيث ظهر لوبيان “إسرائيليان” جديدان “جي كول” و”جي ستريت” هدفهما حماية “إسرائيل” من نفسها.
على هذا الأساس، من الممكن فهم حملة “الإحراج الدولي” للكيان، عبر التحقيق في أسطول الحرية، أو جوازات السفر المزورة. حملة لا يمكن أن تخرج عن هذا الإطار، وخصوصًا أن لا إجراءات عملية لتطبيق هذا الإحراج، سواء بمحاكمة عنصر “الموساد”، أو الضغط في الأمم المتحدة لتشكيل لجنة تحقيق دولية. الغاية الأساسية هي “إنقاذ “إسرائيل”.
ــــــــــــــــــــــ
مقال منشور في صحيفة الخليج الإماراتية بتاريخ 20/6/2010. |
| |
|