عزيزي الزائر نرحب بك في منتديات البريج وندعوك للتسجيل معنا
عزيزي الزائر نرحب بك في منتديات البريج وندعوك للتسجيل معنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالصفحة الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة التي جاد بها أعضاؤنا<div style="background-color: FFFFFF;"><a href="http://www.rsspump.com" title="rss widget">web widgets</a></div>

 

 لقاء مع جدّتي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 01/01/1970

لقاء مع جدّتي Empty
مُساهمةموضوع: لقاء مع جدّتي   لقاء مع جدّتي Emptyالأربعاء مايو 19, 2010 1:21 am

لقاء مع جدتي

18/05/2010
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

بعض مما علق في ذاكرة طفلة عاشت النكبة

هبة رمزي - الجزيرة توك - الناصرة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بحثت عنها في البيت، فلم أجدها، وكانت الشمس على وشك الغروب، فوجدتها هناك، تحت ظل شجرة التين، ترعى دجاجتها وأشجارها. قطعتُ عليها وحدتها واستغراقها بالتفكير والعمل، طرحت عليها السلام واستأذنتها بالجلوس عندها.
قلتُ لنفسي وأنا أهم بالجلوس، نحن الآن في ذكرى النكبة، وربما لا تذكر جدتي شيئاً منها، قد تكون نسيت أو تناست، لا أدري !
جدتي أم رمزي، تبلغُ من العمر اليوم 71 عاماً، على الرغم من كبر سنها إلا أنها بحمد الله ما زالت تتمتع بقوة في تفكيرها وإن كان الجسم قد هرم، فإن الذاكرة ما زالت حية، بل زاخرة بالمعلومات ومتابعة للأحداث على مدار الساعة. هي أمية لا تكتب ولا تقرأ، ولكنها على قدر كاف من الثقافة التي تستمدها من خلال مشاهدتها للتلفاز .



سألتها : " قديش كان عمرك يا ستي لما طلعتوا من قرية كفر سبت ؟! "، عندها أدركت أنني قد نجحت في فتح ذكرى مؤلمة وجرح عميق في قلب جدتي، فنتيجة تهجيرهم من قرية كفر سبت حيل بينها وبين إخوتها وأقربائها الذين يسكنون اليوم في مخيمات في لبنان وسوريا.
9 سنوات كان عمر جدتي حينما تهجرت من بيتها مع إخوتها، إذن هي من أطفال النكبة، نعم أنا أُحدِّثُ طفلةً حُرِمَتْ من طفولتها أمام مشاهد العنف والتهجير والترحيل من بيتها، فلا زالت تذكر ذلك الرصاص الذي سقط كالمطر عليهم وهم يركضون خوفاً أو هروباً أو حتى .. لا أدري كيف سأسميه، المهم أنهم رحلوا من قريتهم ولم يعودوا حتى الآن ! و لم تكن ذكرى جدتي محصورة في خروجهم من القرية فحسب، بل إنها تذكر التفاصيل المملة، لا سيما مشهد قتل بعض أقربائها على يد المحتلين!

ماذا بعد التهجير؟

" وين رحتوا بعدها يا ستي ؟ "، أجابتني والعمق والألم يظهران في عينيها الدامعتين : " الدنيا كانت حرب.. والطرق مكتظة بالمهجرين.. نمشي.. لا نعرف إلى إين .. وحتى متى ؟". تكمل : "اتجهنا نحو شمالي البلاد، متجهين الى لبنان، مكثنا لفترة زمنية قصيرة، ولم يرض أبي إلا أن نعود لأرضنا، ولكن.. قريتنا تهدمت ولم يبق منها سوى أشجار الصبار الشامخة تلك، فمكثنا في قرية كفركنا – قضاء الناصرة، كان بصحبتنا رجلان من العائلة، أحدهما كان يراقب مصدر اطلاق النار ويرشدنا إلى الطريق".
و جرح النكبة لم يقتصر على الخروج من القرية وزيارتها فقط كسواح لا يملكون سوى حق تصوير المكان والتنزه فيه، بل تعدت أكثر من ذلك، فعندما كانت عائلة جدتي في شمالي البلاد، هاجر أعمامها إلى الدول العربية المجاورة ورافقهم شقيقها وشقيقتاها إلى هناك، ومنذ أكثر من 59 عاماً لم تلتق بإحوتها أو أبناء عمومتها الذين اختفوا ولا تعرف مصيرهم حتى الآن.
تقول جدتي :" بعد أن هدأت المعارك واستقرينا في كفركنا، بقيت زوجة عمي تبحث عن أطفالها، فهي لا تعرف مصيرهم، هل استشهدوا أم ماذا حصل لهم. ومرت أشهر ونحن نبحث عنهم وأنا ابكي حسرة على فراقهم، فهم أبناء عمومتي وذكريات طفولتي !".
ما زلت منصتة لجدتي وهي تحدثني بتفاصيل تجربتها مع النكبة، فأدهشتني بما تذكره وكأن ما كان وقع قبل 62 يوماً لا عاماً !


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


ذكريات مؤلمة وأخرى سارة !
لم تكن الذكريات المؤلمة وحدها ما حدثتني عنه جدتي، بل كان للذكريات السارة التي تملؤها الحسرة نصيب. فلا زالت جدتي تذكر أجمل أيام طفولتها في السهل عندما كانت تلعب مع أطفال القرية، و حتى أثناء ترحيلهم. أشكال عدة علقت في ذهنها، فهي لا تنسى كيف كان بعض الفتية يصطادون الطيور لسد جوعهم في الطريق، فقد كانوا يطلون أغضان الأشجار بطلاء ما حتى إذا ما وقفت عليها الطيور بقيت معلقة !
تعددت الأحداث واختلفت التفاصيل وتبقى القصة واحدة، أبطالها أبناء شعبنا وأجدادنا. والعجيب أن الأحداث تكرر نفسها، تكرر اليوم وإن كانت تلبس شكلاً آخر، تخبرنا أن النكبة ما زلت مستمرة! فلا تزال المؤسسة الاسرائيلية تصادر الأراضي وتقتلع ما فيها من أشجار وتنهتك حرمة المقدسات. بل حتى الكلام أصبح في دائرة المصادرة، فمصطلح النكبة يراد له أن يُمحى من مناهج التعليم، وذكراها تحارب بالقوانين العنصرية، و لا تزال المؤسسة الاسرائيلية تضيق علينا وتحاصر لقمة طعامنا وتهدد بترحيل من بقي منا مزروعاً شامخاً في الداخل الفلسطيني.
قرية كفر سبت

تبعد قرية كفر سبت حوالي 10 كيلومتر عن طبريا، تقع في الجليل الأسفل بين مدينة الناصرة و طبريا. مساحة أراضيها المسلوبة 4700 دونم، يبلغ عدد سكانها حتى عام 1945 حوالي 480 نسمة.
تتميز القرية بسهولها الشاسعة والخصبة، اذ تغتنمها المستوطنات اليهودية المجاورة لزراعة حبوب القمح وعباد الشمس والنباتات لاطعام المواشي، و تحيطها السهول من جميع الجهات وما زالت تشهد على وجود قرية عربية، فأكوام الحجارة لا زالت مكانها، بالاضافة إلى نباتات الصبار الشامخة التي تأبى إلا أن تبقى مكانها منتظرة عودة اصحابها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نضال ليلى
إدارية مميزة
إدارية مميزة



انثى عدد المساهمات : 496
تاريخ التسجيل : 28/11/2009

لقاء مع جدّتي Empty
مُساهمةموضوع: رد: لقاء مع جدّتي   لقاء مع جدّتي Emptyالخميس مايو 20, 2010 1:10 am

بجداتنا سرٌ عجيبٌ كأنه حجاب إلهي و حِرزٌ مُحرّزُ


يحيرني اطمئنانهن كأنما لديهن حل اللغز و الدهر يُلغزُ

ترى امرأةً في كفها و جبينهما من الشعر و التاريخ نصٌ مُرمزُ

تتالى عليها الحاكمون كأنهم هم الخرز المنظوم والعمر مِخرَزُ

و يشرح ميزان القوى كل حاكم لها منذ آلاف السنين فيعجز




تهد اعتبارات السياسة كلها إذا ذهبت تحت القنابل تخبزُ


و قد وضعت حكامها في مناخلٍ و قامت تنقي ما تشاء و تفرزُ


و في قولها عند الخصام فصاحةٌ أدق من العقد الفريد و أوجزُ


لها دولةٌ في باحة البيت, شعبها دخانٌ و جيرانٌ و بُنٌّ مُركّزُ


تجمّع أشتات الضيوف لأنها ترى الناس كنزاً من كرامٍ فتكنزُ



و تبصرها في زحمة الجسر وحدها على اللّطف من رب السما تتعكزُ


و جندية من روسيا و رفاقها إذا ما رأوها أوجسوا و تحرّزوا



يظنون تحت الثوب منها عساكراً بأفتك أنواع السلاح ستبرزُ


فسلّم على جيش الدفاع فإنه يُهدده شالٌ و ثوبٌ مُطرّزُ


بشالٍ و ثوبٍ تمر على الجسرِ


مبروكة الصدر و الخصرِ

لا بدّ يؤلمها حين تُحشر في الشِعرِ


مقعدها في القصيدة مثل مقاعد حافلة الجسر غير مريحْ


فمعنى الأمومة والأرض و الوطنية أصغر منها

و إغداق شاعرها بالرموز عليها و ذكر الأساطير أمر قبيحْ

أنا لن أشبه وجهك بالنحت في الصخرِ


أو جود كفيّك بالحقل و النهرِ


أو بنساءِ آشور و بابل أو ظبية البرِّ


لا في الطبيعةِ أنت و لا في الخيالِ


تعاريج كفّك مخطوطةٌ كُتبت كالوصيّةِ



فهي وثيقة ملكيّة للبلاد و تاريخ أنسابنا العربيّةِ


أنت براءة هذه الجبال الخصيبة من تهمة الحجريّةِ


يا جدّة التين و البرتقال



كأنك أنت اخترعت الجبال


أقول اخترعت الجبال اختراعا و لم تتشكل بمر العصور


كلام نطقت به أولاً


ثم صار صداه جبالاً


صدىً من صدى، تتكرر أقواسها في المدى


ليس تعيى البلاد بإنشادها

و كأن الجبال اليك و منك أحاديثُ تُروى بإسنادها


و يا جدّة التينِ و الزعترين المجففِ و الأخضرِ الجبليّ


و يا جدّة الحربِ والهجرتين، سلامٌ على طِبِّك المنزليّ

إذا أنت دلّكت بالزيت صدر الزمان، كما تفعلين مع الطفل حين يُحمّ


سلامٌ عليك، تُغنين صوت العتابا، فتستأنسين الألم

و تصحُّ الليالي بإنشادها


و دوماً تُصرّين أنك لا تُكملين القصص


فإن النهاية عندك معدومةٌ و العدم


وأنت نقلت الحديقة حين ارتحلت إلى شُرفةٍ في المخيمِ

شتلة صبرٍ و ريحانةً


فالعشيرةُ لاجئةٌ في الخِيم


والحديقةُ لاجئةٌ في الأُصص


ثم بالملجئين بنيت بيوتاً يُؤهل فيها بقصّادها


و فيك ركانةُ قاضيةٍ، و فصاحةُ دارسةٍ للحقوق


و في اللهجة القُروية، أعشق تصغيرك الوقت، حين تُسمينه بالوُقيت


كأنّ الزمان صغيرٌ تُربّينهُ




و هو غولٌ، و لكن طبعك لا يرتضي أن في الأرض شيئاً يُسمّى العقوق

و يا جدتي أنتِ طيبةٌ، غير أنك لستِ ملاكاً


و فيك من الخُبث شيءٌ مليح


كذبت على الحاكم العسكريّ


و زوّرت في سن طفلك كي يدخلوه صغيراً إلى صفّه المدرسيّ


و تُعطين بعض القريبات من عنب الدار ما يشتهين

ويعلمن أنك لست تحبينهن كما تعلمين


وقد يبتسمن فتبتسمين


و عندك خُبثُ الطيور تحاول أن تتفادى الجبال



و لكنّ خُبثك خبثٌ بريءٌ على أيّ حال



جمعت الصفات بأضدادها


تمرّ على الجسر

تحمل ما لا يُطاق من الأمر


هَمّ البلاد؟ نعم


و صُنوفاً من الجُبنِ و المَريَمِيَّةِ


أو قُل صُنوفاً من الحِكمةِ الأبديّةِ

مخبوزةً في الطوابينِ

مفروشةً كالبساتينِ


مقطوفةً من على شجر التينِ


أو كُتب الشعرِ و النثرِ و الدِّينِ



رأساً إلى قاع زُوّادِها




و ما كنت أدري لماذا تُصمم دوماً على حمل كل صنوف الثمار التي خلق الله في زحمة الجسر


حتّى رأيتُ مجنّدةً عندها تسعتان من العمرِ

وهي تفتّشها


وتُفتّح كل حقائبها

ثم تفرُشُها


لأرى بلداً كاملاً فوق مِنضدة الفحص يُنشر مثل العلم


فقل للعساكر في الجسر يا أمةً من غبار الأمم

و يا من تهينون أهل الكرامة للعنصرية أو للسأم


إلى أن تكون لكم جدّةٌ مِثلَنا

إلى أن يدور الزمان و أن تحمِلوا حِملنا


إلى أن تروا أن قتل سِوانا لكم لا يُحِلّ لكم قتلنا


إلى أن يكون لكم مثلُ هذا




تنحّوا


و خلّوا الطريق لجداتنا أن تَمُرَّ

لتجعلكم قصّةً


مثل كل من احتلّنا


هكذا ببراءة حجيّةٍ

لا بقصدٍ و لا نيّةٍ

و بعفويّةٍ


و هي تصنع شاياً لنا


No Responses
Yet to “جداتنا …. تميم البرغوثى”
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لقاء مع جدّتي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أحببتك دون لقاء
» لقاء صحفي مع الحب
» احزاب دنماركية تنتقد لقاء رجال دين بنجاد
» قبل لقاء الكرامة وصحم العماني اليوم:القويض لاسترجاع البسمة الكرماوية والزعابي للمشاركة المشّرفة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ~¤ô§ô¤~المنتدى الأدبي~¤ô§ô¤~ :: القسم الصحفي-
انتقل الى: