طفل الحجاره

موضوع: طفل الحجاره الأربعاء فبراير 10, 2010 7:09 pm

أفـلا أتـاك حديـث القـوم والخبـرُ
واستوقفتـك علـى ايلامهـا السِيـرُ

واستَنْجَدَتْـكَ مـن الاقصى مضاربـهُ
وخالَجَتـْكَ ظنـونُ الوهـمِ والفِكــَرُ

عَوْدُ على البِـدْءِ اذ تَجلـي مَخابـرُهُ
مـا كـان منـه على التاريخ يَنحـدِرُ

تروي القـرون لنا في أسطُر عِبـراً
لعـل فينـا حكيـم فيهــا يَعتَبـِرُ

ما كان . ما كان من عِشْق ومن وَلَهٍ
ولا أتـوهُ كَحُجــاجٍ ليَعْتَمــِروا

جاؤا غُزاة على مـَرِّ العُصور ولـم
يُثنـي عَزيمتهُم عـن حربنـا قـَدَرُ

جـاؤا الينـا و قد بانت مَطامِعُهـم
مثـل الشموس فلا تَخفى و تَسْتَتِـرُ

كم من سنين بها عاثوا وما رحمـوا
قوما تَفانـوا لها بالسِلْمِ قد فُطـِروا

حتى أتاهـمْ صلاحُ الدينِ في زُغُـبٍ
مثـل الأسود بأمـر اللـه يَأتَمـروا

فداسَ فيهـا رقـاب القـوم مُنتَصِرا
بالحـق جـاء وان الحـقَ منتصِـرُ

واليوم عـادوا كما عـادت أوائِلُهـم
واستوطنوها فمات الـزرعُ والشجـرُ

هُـمُ كمـا التُتـارِ اذ طالت سَخائِبُهُمْ
أو كالمَغـول ولكـن منهـمُ الغَجَـرُ

قـوم غِـلاظ وشرعُ الغـابِ دينَهُـمُ
ذَهَـبَ الفَطيـنُ و سادت فيهُمُ البَقـَرُ

أرض النبـوة والاسراء فـي خطـر
الخَطـبُ جَلْجَـلَ والبركـان يَنفجِـرُ

رباهُ فـي القدس قـد حيكت مؤأمرة
تحـت الظـلام ولا حس ولا خبــرُ

مهـدُ الديانـة تحـت الظلمِ رازحـة
قـد عـاثَ فيها فسادا من لها أَسَروا

أرض النبـوة تختـالُ الذئـاب بهـا
والناقضون لعهـد الـرب قـد فَجَروا

والحارسون تخلـوا عـن حراستهـم
والكـل يبحـث عـن عظم فَيَمْتَخِرُوا

طفـل الحجارة لَبّاهـا النـداءُ ولـم
يَبْخَـل عليهـا بمـا يَجنـي ويَدَّخـرُ

في أرض بلعـا رصيد مـن ذخيرتـه
تأبى على الاعـداء أن تُفنى وتندثـرُ
قــد قيـل تلـك ألاعيـب مُدَبَّــرَة
بـل تلك حرب على الاسلام تَسْتَعِـرُ

قالــوا أتنفـعُ أحجـار بمعركــة
في الحرب ماذا تُرى قد ينفعُ الحجـرُ

والـردُ هـذي صواريـخ موجهــة
منها العـدو غـدا في الجُحـرِيَنحشرُ

ليست هُـذارا ولكـن ثـورة بلغـت
أقصى مداهـا وفيها الشعـب يأتـزرُ

طفــلُ الحجـارة لا عُمْـر يُحَـدِدُهُ
كاللَّيـثِ يَعْصى أمـام الهـولِ يَنكَسِرُ

طفـل الحجـارة والمقلاع في يـده
يَُفني العـدوَ ويُفني من بـه غَدَروا

مـن كاهليـه بنـى جسرا فنعبـُرُهُ
للمجد دربـا وفيـه اليـوم نَفتخِـرُ

أعطى الحياة فـداء لم يَضِنَّ بهـا
فَفـاقَ جـودا على من فيه يَنحصِرُ

حربا ضَروسا على الأعداء فَجَّرَها
مثـل الـزلازل لا تُبقـي ولا تـَذَرُ

يَهوي عليهم يَدُكُ الأرضَ تَحتهـمُ
والموتُ يَهجُـمُ والأشلاء تَنتَشٍـرُ
لـن ينتهـي أبـدا الا بٍطَردهـمُ
حتى اذا دُفِنوا في اللَّحدٍ وانقَبـَروا

لـن يُبـقِ فيها بقايـا من رُفاتهمُ
لن يُبقِ في الأرض من آثارهم أثَـرُ

يمشي الى الموت لا يخشى مسالكه
يرمي الغـزاة به والدمـعُ منهمـر

قُـم يا حبيبي أيا طفلي ومعجزتـي
أرض النبـوة للشهـداء تنتظـر

لم يبق غيرك في الميدان يشعلهـا
حربا ضروسا على الاعداء تََستَعِرُ

شكرا لك اخت نضال ...انها قصيدة رائعة