عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( اذا اراد الله بعبده خيراً عجل له العقوبة في الدنيا واذا اراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة ))
الامور كلها بيد الله عز وجل وبإرادته لان الله تعالى يقول عن نفسه (( فعال لما يريد)) ويقول (( ان الله يفعل مايشاء)) والانسان لا يخلو من خطأ ومعصية وتقصير في الواجب فإذا اراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا إما بماله أو بأهله أو بنفسه أو بأحدٍ ممن يتصل به لان العقوبات تكفر السيئات فإذا تعجلت العقوبة وكفر الله بها عن العبد فإنه يوافي الله وليس عليه ذنب قد طهرته المصائب والبلايا حتى إنه ليشدد على الانسان موته لبقاء سيئة أو سيئتين عليه حتى يخرج من الدنيا نقياً من الذنوب وهذه نعمة لان عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة لكن اذا اراد الله بعبده الشر أمهل له واستدرجه وأدر عليه النعم ودفع عنه النقم حتى يبطر والعياذ بالله ويفرح فرحاً مذموماً بما أنعم الله به عليه وحينئذ يلاقي ربه وهو مغمور بسيئاته فيعاقب بها في الآخرة نسأل الله العافية فإذا رأيت شخصاً يبارز الله بالعصيان وقد وقاه الله البلاء وأدر عليه النعم فاعلم أن الله إنما اراد به شراً لان الله أخر عنه العقوبة حتى يوافى بها يوم القيامة .
رياض الصالحين