قال العلامة ابن القيم في زاد المعاد
سن الله لامته الحمد والاسترجاع والرضى عن الله ولم يكن ذلك منافياً لدمع العين وحزن القلب ولذلك كان أرضى الخلق عن الله في قضائه رسولنا محمد بكى يوم موت إبراهيم رأفة منه ورحمة للولد والقلب ممتلئ بالرضا عن الله وشكره واللسان مشتغل بذكره وحمده
وذكر ان احد العارفين يوم مات ولده جعل يضحك فقيل له أتضحك في هذه الحالة ؟؟
قال إن الله تعالى أمر بقضاء فأحببت أن أرضى بقضائه
فأشكل هذا على جماعة من أهل العلم فقالو كيف يبكي رسول الله يوم مات ابنه وهو أرضى الخلق عن الله ويبلغ الرضى بهذا العارف ويضحك
فسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية يقول
هدي نبينا صلى الله عليه وسلم كان أكمل من هدي هذا العارف فإنه أعطى العبودية حقها فاتسع قلبه للرضى عن الله ولرحمة الولد والرقة عليه فحمد الله ورضي عنه في قضائه وبكي رحمة ورأفة فحملته الرأفة على البكاء وعبوديته لله ومحبته له على الرضى والحمد وهذا العارف ضاق قلبه عن اجتماع الامرين ولم يتسع باطنه لشهودهما والقيام بهما فشغلته عبودية الرضى عن عبودية الرحمة والرأفة .،