كل عمل ابن آدم له الا الصيام فإنه لي وأنا اجزي به والصيام جنة فاذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد فليقل إني صائم هذا الحديث فيه فضيلة الصيام ومزيته من بين سائر الاعمال وان الله اختصه لنفسه بين اعمال العبد وقد أجاب أهل العلم عن قوله (الصوم لي وأنا أجزي به)بعدة أجوبة
منهم من قال ان معنى قوله ان اعمال ابن آدم قد يجري فيها القصاص بينه وبين المظلومين فالمظلومون يقتصون منه يوم القيامة بأخذ شيء من أعماله وحسناته كما في الحديث
(ان الرجل يأتي يوم القيامة بأعمال صالحة أمثال الجبال ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا واكل مال هذا فيؤخذ لهذا من حسناته ولهذا من حسناته حتى اذا فنيت حسناته ولم يبق شيء فإنه يؤخذ من سيئات المظلومين وتطرح عليه ويطرح في النار )
الا الصيام فإنه لا يؤخذ للغرماء يوم القيامة وآنما يدخره الله عز وجل للعامل يجزيه به
وقيل ان الصوم عمل باطني لا يعلمه الا الله سبحانه فهو نية قلبية بخلاف سائر الاعمال فإنه عمل سري بين العبد وربه وكونه ترك شهوته وطعامه من أجل الله هذا عمل باطني ونية خفية
ومن العلماء من يقول ان الصوم. لا يدخله شرك بخلاف سائر الاعمال فإن المشركين يقدمونها لمعبوداتهم كالذبح والنذر وغير ذلك من انواع العبادة وكذلك الدعاء والخوف والرجاء فإن كثيرا من المشركين كانو يصومون لاوثانهم ولمعبوداتهم فانما الصوم هو خاص لله عز وجل