نضال ليلى إدارية مميزة
عدد المساهمات : 496 تاريخ التسجيل : 28/11/2009
| موضوع: قليل من الحب.. كثير من العنف الخميس ديسمبر 31, 2009 2:54 am | |
| | | لا يمكن لأحد من المتابعين إلا أن يصف العام الذي شارف على الانتهاء بأنه عام العنف بلا منازع، لا يجاريه في ذلك إلا أعوام الأزمات والكوارث الكبيرة في عام 1948 و1967 و1982 و2001 و,2003 وقد اخترت هذه الأعوام لأنها تشكل مفاصل حقيقية وكبيرة في تاريخ الأمة العربية، فأولها حلت به النكبة التي شردت ما يزيد عن مليون فلسطيني، وخلقت لأول مرة في التاريخ ما يسمى ' 'دولة إسرائيل''. أما الثانية؛ فكانت ورقة التوت التي سقطت عن العورة العربية، إذ عاشت الجماهير العربية قبل ''النكسة'' نشوة الانتصار والتحرير، لتفاجأ أن كل ما يجري هو ''استغباء'' للعقول وسلب للإرادات، عندها استطاعت إسرائيل أن تنتصر على كل الدول العربية وتحتل أراضي مصر والأردن وسوريا ولبنان وما تبقى من فلسطين. أما الثالثة؛ فكانت بامتياز سنة التخاذل والخذلان العربي، عندما ترك الفلسطينيون لمدة ثمانين يوماً وبأسلحتهم المتواضعة يواجهون أكبر وأشرس حملة صهيونية، والتي لم تبقِ في بيروت إلا الدمار والموت، وبعدها لتكتمل القصة؛ قام عملاء الصهيونية بجريمتهم البشعة بحق المدنيين في مخيمي صبرا وشاتيلا، حيث سقط مئات الفلسطينيين بأيدٍ ''عربية'' عميلة للاحتلال والصهيونية. الرابعة؛ كانت نقطة التحول في السياسية الدولية، والتي جرت فيما بعد ا لويلات على هذه الأمة، فلم تكن أحداث الحادي عشر من سبتمبر مجرد ''غزو'' كما أرادها مخططوها ومنفذوها، فقد تحولت إلى نقطة ارتكاز لكل ما جرى على العالم العربي والإسلامي من ويلات وقتل، وأصبح الحادي عشر من سبتمبر 2001 منطلقاً وسبباً رئيساً لكل ما حدث بعده، ولاتزال هذه التداعيات إلى اليوم.. أما قمة المآسي؛ بل قمة التخاذل والخذلان فقد كان في عام ,2003 عندما صمت العالم عن تدمير أم الحضارات وبلد العلم، وعندما سقطت عاصمة العرب في براثن الاحتلال الأمريكي الإيراني بشكلٍ مخزٍ، فيما لم يحرك العالم العربي ساكناً في دعم بلد الرشيد وعاصمة الثقافة، ولاتزال إلى اليوم تداعيات هذا السقوط تقسم العراقيين وتأثير ذلك على دول المنطقة ومن بينها البحرين، وتجلب لهم مزيداً من المهانة والمذلة والتراجع. 2009؛ لم يكن بأفضل من سابقيه، فبداية كان سقوط أكثر من 1400 فلسطيني على أرض قطاع غزة، أيدٍ صهيونية وبصمت عربي مريب، وآخره كان إصرار عربي على عدم مد يد العون إلى أهل القطاع في محنتهم المتواصلة، بل ووضع مزيد من العراقيل أمام من أراد تقديم الدعم والمساندة لهم.. - ورق أبيض.. قلت في البداية ''قليل من الحب كثير من العنف''، ولكني للأسف الشديد لم أجد حتى هذا القليل من الحب، والذي نتمنى أن يطالعنا به العام الجديد، ليعيد لنا جزءاً من إنسانيتنا المفقودة، أو بعضاً من آدميتنا التي خسرناها عندما كان لون الدم وصور القتلى والجرحى تفرحنا أكثر من زهرة تنبت على غصن، أو طفل صغير يضحك ببراءة لعصفور على نافذته.. |
| |
|