حال الإعلام العربي، فيما عدا بضع قنوات تعد على أصابع اليد، يحتاج إلى مراجعة سياساته وتقييم بشكل دوري، وفي المقابل نجد برامج الأطفال على القنوات الغربية تنطلق هذه الأيام وهو موسم الأعياد والثلوج وسانتا كلوز، وأطفالنا للأسف يألفون احتفالات الكريسمس ورأس السنة ويستسيغون أغانيها وأفلامها خاصة مع حالة الملل التي يعيشونها أمام القنوات العربية والكارتون القديم الذي يفتقر لجودة الصورة أو الصوت والإبداع الفني والمؤثرات. برامج الأطفال كونها موجهة لفئة ''لا تفهم'' ولا وزن لها فإن القنوات العربية تحرص على أن تكون الأقل كلفة بين برامجها والأقل مساحة على خارطة البث ومازلنا ندبلج ونترجم إلا فيما ندر، في حين يحظى الطفل الغربي بوفرة في الإنتاج الموجه له وتحصد شركاتهم مليارات من وراء إنتاج أفلام وبرامج الأطفال. لا أستغرب إن كانت نصف الفضائيات العربية مهددة بالتوقف كما أعلن المنتدى السنوي لجمعية الإعلام والاتصال، أين هي القنوات التي تشد فعلاً غير قنوات تبث برامج أجنبية وأخرى تركية، والقنوات العربية من ناحية الاستثمار والتقنيات ضعيفة جداً، والدراما متجهة في نفق أسود مظلم من الحزن والنكد والعذاب والدموع، أو على النقيض برامج منوعات تتطرف في سهر وغناء ورقص حتى في عز حرب لبنان وضرب غزة وغيرها من أحداث، وموضة القنوات التي تعرض شريط رسائل اس ام اس لمزيد من التربح، من يريد فناً أو إعلاماً كهذا؟ نشتكي من هجمة التغريب، من يساعد التغريب غير الإعلام والقنوات العربية المتأخرة؟ عندنا الفضاء لكن الطريق طويل نحو قنوات تلبي حاجات المشاهد العربي المسلم وتغنيه عن التعرض لثقافة التغريب، عندنا تخصصات جامعية في الإعلام والإذاعة والتلفزيون لكننا لا نطور محتوى الكتب ولا نتابع ما يستجد من أمور كل يوم ولا نرصد ميزانيات تطوير، النتيجة نقدم نسخاً مكررة مما كنا نقدمه من عشرين سنة. إعلامنا بحاجة للاستعانة بخبرات في مجال التقنيات لكن ليس في إعداد وتصميم محتوى المادة المقدمة للناس، المطلوب هو التحديث وتدريب الكوادر البحرينية على أجهزة ومعدات أحدث لكن لا ينقصنا أخصائية مكياج خاصة، وإن ما نراه على شاشتنا من فنون المكياج لا يمكن تقديره بهذه الآلاف من الدنانير، يبدو وكأن إعلامنا يعيش أزمة الخروج من عنق الزجاجة ويحاول تنشق هواء التغيير، لكن لا يزال هناك إرث ضخم من المعوقات يدفعه تحت السطح. ؟