فن الحوار.....

الحوار : هو نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين ويتم فيه تداول الكلام بينهما بطريقة متكافئة فلا يستأثر أحدهما دون الاخر ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب ...

آداب الحوار
1- البيان :
اعلم ان قوة التعبير وفصاحة اللسان من اركان المناقشةالجيدة والحوار الناجح فكم من حق ضاع لسوء التعبير عنه وكم من باطل ظهر لان الذي يدعو اليه فصيح بليغ بل ان الحقيقة الواحدة قد يختلف فهمها لها بحسب الطريقة التي قدمت بها ...

2-لكل مقام مقال :
لكل مقام مقال ولكل مناسبة حال وليس كل مايسمع يقال وخير الكلام ماوافق الحال ...

3- حاوره باسمه :
اياك ان تنسى اسم محاورك السر ان حفظك لاسم محاورك دليل على تقديرك واحترامك لشخصه فليس ثمة شيء أجمل واحب اليه من اسمه فحفظ الاسماء لابد منه لمن يحب التآلف مع الناس ومشاركتهم ومخالفتهم وكسب ودهم واعطائهم وده ...

4- حسن الاستماع :
اقبالك على محدثك بالاصغاء اليه بالأذن وطرف العين وحضور القلب واشراقة الوجه يدل على ارتياحه لمجالسته وانسه بحديثه ,,,
قال الحسن البصري : اذا جالست فكن على ان تسمع احرص منك على ان تقول وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام فان حسن الاستماع امهالك المتكلم حتى يفضي اليك بحديثه والاقبال بالوجه والنظر وترك المشاركة بحديث انت تعرفه ...

5- المعارضة :
قال بعضهم ان من الناس من يولع بالخلاف ابدا حتى انه يرى ان أفضل الامر ألا يوافق احدا ولا يجامعه على راي ولا يوافقه على محبة ومن كانت هذه عادته فانه لا يبصر الحق ولا ينصره انما يتعصب لرأيه فينتقم لنفسه ويسعى في مرضاتها حتى انك لو رمت ان تترضاه وتوخيت ان توافقه على الرأي الذي يدعوك اليه تعمد الى خلافك فيه ولم يرض به حتى ينتقل الى نقيض قوله الاول فان عدت الى وفاقه عاد فيه الى خلافك فمن كان بهذه الحال فعليك بمباعدته والنفار من قربه فان رضاه غاية لا تدرك ,,,

.......للحديث بقية

ماشاء الله عليك أختي متميزة في كل المواضيع بارك الله فيك و في عقلك

صفات المحاور
1_حسن الخلق.
نجاح اي حوار والوصول الى ثمراته بأيسر الطرق فبه يتمكن المحاور من ابداء حجته وفهم حجة صاحبه وهو مع ذلك
عبادة عظيمة أمر بها رب العزة والجلال

2_الصبر
لاشك ان الصبر من اعظم صفات المحاور بل الاساس الذي يقوم عليه أي حوار فمتى تجرعت من محاورك الغصص
وقابلت ذلك بالابتسامة وحسن الادب فقد ارتشفت النصر العزيز وفزت بالظفر الحميد واكتسب الذكر الجميل

3_بسط الوجه
ان من اخلاق الرجل النبيل ذي المروءة والادب والتودد والتلطف وبسط الوجه لمن يحاوره فانتبه لهذا الامر
فهو غاية في نبل النفس وصفاء المعدن
قيل للعتابي انك تلقى الناس كلهم بالبشر قال دفع ضغينة بأيسر مؤنة واكتساب اخوان بأيسر مبذول
ومن عجائب ماجاء في ترجمة عبدالله بن قدامة انه كان لا يناظر أحدا الا وهو يبتسم حتى قال بعض الناس
هذا الشيخ يقتل خصمه بتبسمه

4_الرحمة بالخصم
ما اتحف الحوار بمثل استعمال الرحمة فان صاحب القلب القاسي يتمنى لغيره الاخطاء ويتصيدها عليهم
من غير رحمة ولا شفقة والمحاور الرحيم يسعى لهداية الآخرين فهو يشفق عليهم ويبأس لاخطائهم

5_الهدوء

رفع الصوت من صفات وخصائص الجدل المذموم لان رفع الصوت فوق مقدار الحاجة لا يظهر حقا ولا يبطل باطلا
على المحاور الا يرفع صوته اكثر مما يحتاج اليه السامع فالمحاور غير الخطيب ورفع الصوت لا يقوي حجة صاحبه قط
بل ان صاحب الحجة الضعيفة يحول اخفاء هذا الضعف بالحدة والغلظة بينما صاحب الصوت الهادي هو الذي يعكس عقلا متزنا وحجة موضوعية
انظر الى البحر تجد الصخب والضجيج على الشاطيء وعند الصخور حيث الماء الضحل لا جواهر فيه ولا درر وتجد الهدوء لدى الماء الاعمق
حيث نفائس البحر وكنوزه

6_التغابي
ما أجمل ان يتغابى ويتغافل المحاور عن هفوة أو سقطة أو زلة صدرت من محاوره فالتغابي من اخلاق عظماء الرجال
قال الطائي ليس الغبي بسيد قومه لكن سيد قومه المتغابي

بسم الله الرحمان الرحيم
(يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا* يا أبت اني قد جاءني من العلم مالم يأتك
فاتبعني أهدك صراطا سويا * يا أبت لاتعبد الشيطان ان الشيطان كان للرحمان عصيا* يا أبت اني أخاف
أن يمسك عذاب من الرحمان فتكون للشيطان وليا)

قال الامام ابن القيم معلقا على هذه الآيات
فابتدأ خطابه بذكر أبوته الدالة على تويره ولم يسمه باسمه
ثم اخرج الكلام معه مخرج السؤال فال
( لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا) ولم يقل لا تعبد

ثم قال
(يا أبت قد جاءني من العلم مالم يأتك) فلم يل انك جاهل لا علم عندك بل اختار عبارة الطف تدل على نفس المعنى

ثم قال
(يا أبت اني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمان فتكون للشيطان وليا) فنسب الخوف الى نفسه دون أبيه كما يفعل الشفيق
الخائف على من يشفق عليه

وقال
(يمسك) فذكر لفظ المس الذي هو الطف من غيره ثم نكر العذاب ثم ذكر الرحمان ولم يذكر الجبار ولا القهار فأي خطاب ألطف من هذا

شكرا لك حبيبتي

موضوع متكامل بفقراته وعناصره

ولكن ........

هل مازلنا نعرف أصلاً معنى الحوار ؟؟

الإجابة على هذا السؤال بشفافية هي المدخل لتعلم فن الحوار

تماما اخي مسافر
مازلنا لم نعرف معنى الحوار للاسف؟؟
ادبيات واصول الحوار

ربي يبارك فيك ويجزيك الخير
شكرا على المرور

1_الجاهل لا شك انك متى حاورت جاهلا ظن لجهله ان الحق معه وحصل له ضرر تكون انت سببه

2_المعرض عن الاستماع اليك
هذه عناية المحاور بمراعاة أحوال المحاورين فعلى المحاور التوقف عن الحوار عند انصراف قلوب
المخاطبين
قال عبدالله بن مسعود (ان للقلوب نشاطا وان لها تولية وادبارا فحدثو الناس ماأقبلو عليكم)

3_المتعنت
قد يكون أحد رجلين اما جاهل جهل مركب او أحمق لئيم لا دواء له الا بالاعراض عنه فانه ان وافقته
خالفك وان خالفته عارضك وان أكرمته أهانك وان أهنته أكرمك وان تبسمت له كشر لك وان اعرضت
عنه اغتنم وان اقبلت عليه اغتر وان حلمت عنه جهل عليك وان جهلت عليه حلم عنك
من علامات الحمق
سرعة الجواب الافراط في الضحك كثرة الالتفات الاختلاط بالاشرار وما أشبه عشرة الحمقى الا
بما أنشد محمد بن اسحاق الواسطي
لي صديق يرى حقوقي عليه نافلات وحقه كان فرضا لو قطعت الجبال طولا اليه ثم من بعد طولها
سرت عرضا

4_الغضبان
يجب ان تسكت اذا غضب من تحاور حتى تهدأ الثائرة وتبرد المشاعر وتسكن اضطرابات النفس
قال الشاعر
دع الغضبان يخرج مالديه واحسنت الصنيع اذا سكتا
وان جادلته والنار فيه فأنت تصب في النيران زيتا

5_السفيه
أمر الله سبحانه وتعالى بالاعراض عن السفهاء فقال
(وأعرض عن الجاهلين)
قال الامام الشافعي
أعرض عن الجاهل السفيه فكل ماقال فهو فيه
ماضرنهر الفرات يوما لوخاض بعض الكلاب فيه.