قال العلامة ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين
سمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول كان صبر يوسف على مطاوعة امرأة العزيز على شأنها
أكمل من صبره على القاء أخوته له في الجب وبيعه وتفريقهم بينه وبين أبيه وانهذه الامور
ا
جرت عليه بغير أختياره لاكسب له فيها ليس للعبد فيها حيلة غير الصبر
وأما صبره على المعصية فصبر اختيار ورضى ومحاربة للنفس ولا سيما مع الاسباب التي
تقوى معها دواعي الموافقه فانه كان شابا وداعية الشباب اليه قويه وغريبا ليس له ما يعوضه
ويرد شهوته والغريب لا ستحي في بلد غربته مما يستحي منه بين أصحابه ومعارفه وأهله
ومملوكا والمملوك أيضا ليس وازعه كوازع الحر والمرأة جميلة وذات منصب وهي سيدته
وقدغاب الرقيب وهي الداعية له الى نفسها والحريصة على ذلك أشد الحرص ومع ذلك توعدته
ان لم يفعل بالسجن والصغار ومع هذه الدواعي كلها صبر صبر اختيارا وايثارا لما عند الله
وأين هنا من صبره في الجب على ماليس من كسبه.....