وصلت مع قافلة شريان الحياة (5)
فايزة عانقت أهلها بغزة بـعد 45 عاماً من الفراق (تقرير)
[ 24/10/2010 - 07:11 م ]
فايزة يسارا ترفع شارة النصر
غزة ـ المركز الفلسطيني للإعلام
بعـد فراق دام 45 عاماً بين فايزة سليمان صفير ووالدتها وأهلها في قطاع غزة، حققت شريان الحياة (5) لفايزة مـا حلمت بها طول حياتها من العودة لغزة واحتضان والدتها ورؤية أقاربها بعد طول انتظار.
وكم هو المشهد يصور نفسه، عنـدما دخلت فايزة غزة، وبدأت خطواتها إلى عتبات منزل والدتها، الذي فارقته منذ 45 عاماً، وما أن اطلت على باب المنزل حتى ألقت نفسها في أحضان أمها، وانهمرت بالبكاء.
فرحة غامرة
مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" تـمكن من الوصول لـفايزة، لتتحدث عن قصتها، لـكن فرحة اللقاء ربما أنستها ألم الماضي، فأجابت بفرحة غامرة: "حاولت الوصول إلى عائلتي ونجحت بحمد الله، واليوم أنا بـغزة، أحس بأني أعيش بحلم، فقد رأيت أمي وأخوتي وكل أحبابي بعد فراق طويل".
وتضيف: "اليوم أنا أعيش أفضل أيام حياتي بين أحضان عائلتي التي تمنيت مراراً وتكراراً أن يجمعني القدر بـهم، وحاولت بشتى الوسائل الوصول إليهم، إلا أن الاحتلال والحصار منعاني من ذلك، واليوم تـحول الحلم لحقيقة، فأنا في حي "الصبرة"، الذي عشت طفولتي وكبرت وترعرعت فيه".
خيط صغير، جعل من الحلم حقيقة، حيث تواصل محمود- ابن فايزة- مع برنامج تلفزيوني تحدث من خلاله عن والدته وقصتها، ونجح في توصيل رسالته لأهلها في غـزة، والتواصل معهم، حتى استطاع محمود جـمع أمـه بوالدتها قبل سبعة أعوام في الأردن.
تحقيق الحلم
ولم يقف الأمل على هذا اللقاء، يقول محمود: "زرت غزة في قافلة شريان الحياة (3) وواصلت البحث ميدانيا عن أهل أمي، حتى وصلت إليهم، وقطعت وعداً على نفسي أن أقوم بإحضار والدتي في أي قافلة قادمة تسير إلى غزة".
وفعلاً، فقد نفذ الولد ما قطعه من وعد على نفسه، وحقق حلم والدته، وفور سماعه بخبر قافلة شريان الحياة (5) بادر محمود بالإتصال مع قائد القافلة، السيد جورج جالوي، والتسجيل لـه ولوالدته ليكونوا جمن أعضاء القافلة التي توجهت لفك حصار غزة.
لم تصدق والـدة فايزة ما رأتـه عينيها من رؤية ابنتها في البيت من فراق طويل تناثر معه بريق الأمل برويتها من جديد، تقول الأم: "عندما رأيت ابنتي من جديد في بيتي، فكأني ملكت الدنيا كلها في ذلك الوقت، لم أكن أتخيل أن سأراها مجدداً، وقد كنت أدعوا الله عز وجل دائماً بأن يجمعني بها قبل انقضاء الأجل".
وهكذا أعادت قافلة شريان الحياة الخامسة، "شريان الحياة" لـعائلة السيدة فايزة وأمها وأهلها، بعد أن تكحلت أعينهم برؤية بعضهم البعض على تراب الوطن الحبيب بعد عقود طويلة من الفراق المرير.