كانت زيارتنا هذه المرة ضمن جولة العروبة هذا الأسبوع إلى قرية البريج التي تبعد عن مدينة حمص حوالي 53كم ويبلغ عدد سكانها /4108/ نسمة وتتبع لها مزرعتا جعفور وجب الأسود .
التقينا الأهالي والمختار ورئيس البلدية للحديث عن واقع القرية الخدمي والصعوبات التي يعانون منها .
ما زالت بعض الشوارع ترابية
بداية حدثنا رئيس البلدية عبد الخالق الغزي قائلاً : يعود سبب تسمية القرية بهذا الإسم إلى وجود خان يسمى خان برج العطش ومنه اقتباس اسم البريج .أما المخطط التنظيمي فقد تم تصديقه آخر مرة عام 2002. وتبلغ مساحته /100/ هكتار , أما مشروع الإفراز فهو قيد التسليم . وأثناء جولتنا في شوارع القرية سواء القديمة أو التوسع لاحظنا أنه ما زالت هناك بعض الشوارع ترابية , وهنا أشار رئيس البلدية بأنه تم تعبيد80% من شوارع القرية عبر مراحل كان آخرها عام2009 , أما الشوارع المتبقية ما زالت ترابية لعدم الانتهاء من أعمال شبكة الصرف الصحي والمياه.
شبكة تحتاج لاستكمال
أما شبكة الصرف الصحي فتغطي مساحة كبيرة من المناطق المأهولة بالسكان بنسبة 80% وهناك شبكة قديمة وأخرى حديثة وتم تنفيذها على مراحل آخرها عام2007 , مشيراً إلى أن بعض المنازل الواقعة على أطراف القرية لم تصلها الشبكة بعد , وما زال الأهالي يعتمدون على الحفر الفنية وهناك دراسة لإقامة محطة معالجة على أن يتم البدء بتنفيذها بداية العام القادم.
شبكة حديثة
شبكة المياه حديثة منذ عام2002 وتغطي حاجة القرية تقريباً , ويحصل الأهالي على مياه الشرب من نبع عين قديمة وكذلك يوجد بئر مياه في الجهة الغربية من البريج على بعد 6كم تم البدء باستثماره بداية 2010 يعمل على محرك ديزل ولكن المشكلة في أعطال المحرك .
الشبكة تحتاج إلى صيانة
أما شبكة الكهرباء فقديمة وتحتاج إلى صيانة دورية , نتيجة الأعطال , أما إنارة الشوارع فهي جيدة حيث يوجد 250 جهاز إنارة موزعاً في شوارع القرية إضافة إلى مدخلها.
صعوبة المواصلات
يعاني أهالي القرية من قلة المواصلات فلا يوجد سرافيس مخصصة للقرية من حمص إنما يضطر الأهالي إلى الاستعانة بالسرافيس العاملة على خط حمص – النبك ولكن المشكلة في معاناتهم بدفع أجرة النبك وقيمتها/55/ل.س مما يرهق كاهل الأهالي من موظفين وطلاب وعمال يومياً , وأشار رئيس البدية إلى أنه تم فرز سرفيس على خط القرية ولكن لم يلتزم بخط السير , وعاد الأهالي للاستعانة أحياناً بالسيارات الخاصة والتي يتحكم أصحابها بالأجور وخاصة في طريق العودة إلى القرية .
تسرب الطلاب من المدرسة
أما عن المدارس الموجودة في القرية فأوضح عمر مشلب مدير المدرسة الإعدادية الموجودة بأن هناك ابتدائية من الصف الأول وحتى السادس وإعدادية من الصف السابع حتى التاسع , ولكن المشكلة التي نعاني منها والحديث ما زال للسيد مشلب نقص الكادر التدريسي الأصل والإعتماد على الوكلاء الذين يتغيرون بين الحين والآخر مما ينعكس سلباً على الطلاب من حيث اختلاف طرق التعليم , ويرجع السبب في انتقال المدرسين الوكلاء حسب رأيه لصعوبة المواصلات إلى القرية يومياً , أما عن الوسائل التعليمية فهي متوفرة . أما طلاب المرحلة الثانوية فيذهبون إلى حمص أو منطقة القلمون ويتعاقدون مع سيارة خاصة للذهاب يومياً للمدارس مضيفاً بأنه حتى الآن لا يوجد مدرس لغة فرنسية في المدرسة .
مدير المدرسة الابتدائية عبد الجليل الغزي أشار إلى مشكلة وجود الوكلاء في المدرسة أما الوسائل التعليمية فأشار بأنه يوجد لديهم قاعة حاسوب لكنها لم تستثمر حتى الآن. والمقاعد تحتاج إلى صيانة إضافة إلى زيادة عددها بما يتناسب مع الكثافة الطلابية سنوياً.
وتحدث مديرا المدرستين عن مشكلة تسرب الطلاب نتيجة للعديد من الظروف سواءً الاجتماعية منها أو الاقتصادية . وأشار إلى أهمية التواصل بين الأسرة والمدرسة لما فيه مصلحة الطالب خاصة مع وجود المناهج الجديدة والتي تحتاج إلى طرق حديثة في التدريس وتعتمد على تعاون الطالب والمدرس معاً ومتابعة الأهالي في المنزل .
لا يوجد عمال نظافة
أشار الأهالي بالى معاناتهم من عدم وجود عمال نظافة في القرية , وخاصة وأن النساء يقمن برفع أكياس القمامة من منازلهن إلى جرار البلدية الذي يقوم بنقل تلك الأكياس ثلاث مرات يومياً إلى مكب القمامة الذي يبعد عن البريج مسافة /1.5/كم حيث يتم جمعها ضمن حفرة كبيرة والتخلص منها عن طريق الحرق.
الحفاظ على الثروة الحيوانية
تشتهر البريج بزراعة القمح والشعير إضافة إلى شجر الكرز واللوز والزيتون (والحديث للمختار غازي السيد علي ) ولكن ونتيجة قلة مياه الري تعرضت الأشجار والمزروعات للجفاف واليباس وعدم وجود الآبار للسقاية بالرغم من وجود بئر في المشتل الزراعي الموجود ضمن المخطط التنظيمي فلم يسمح لأهالي القرية باستخدامه . وتؤثر قلة المياه على الثروة الحيوانية أيضاً ويضطر أصحابها لشراء المياه من قارة أو من المدينة الصناعية لسقاية المواشي التي تم وضعها في حظائر خارج القرية ولكن حتى الآن لم يسمح الترخيص بوجود تلك الحظائر فماذا يفعل الأهالي بالثروة الحيوانية وهي مصدر رزقهم الوحيدة ؟!.
وهنا أشار رئيس البلدية قائلاً أنه ومنذ /6/سنوات تم دراسة حفرة تخزينية لمياه الأمطار في الجهة الشمالية من القرية على مسيل مائي غزير وهناك متابعة من البلدية لتنفيذ هذه الحفرة وحالياً الموضوع لدى مديرية الموارد المائية والذي كان ردها أن الكلفة تفوق الجدوى الاقتصادية للحفرة بالرغم من الفوائد التي تعود على القرية بتخزين مياه السيول وبالتالي حفظ المياه وتأمينها سواءً للثروة الحيوانية أو للأشجار .مضيفاً بأنه تم رفع مخططات مساحية للمحافظة يتم فيها تحديد الأماكن المناسبة لتربية المواشي والسماح بإعطاء تراخيص لإنشائها خارج المخطط التنظيمي وهناك متابعة من قبل البلدية مع الجهات المعنية بهذا الخصوص .
الطرق الزراعية
يوجد في القرية طريق زراعي وحيد هو طريق البريج – وادي فيخا بطول 7كم , وهناك دراسة في الخدمات الفنية لإكمال الطريق إلى نهاية الوادي فقد بقي من الطريق حوالي4كم , وهناك طريق يصل إلى الحريقة تتواجد على أطرافه أشجار الكرز يحتاج إلى تعبيد.
كذلك هناك طريق البريج إلى سد صدد الذي يبعد حوالي 5كم عن القرية وفي حال تم تنفيذ هذا الطريق سوف يصل البريج بالأراضي الموجودة في الجهة الشرقية منها, ويمكن اعتباره طريقاً سياحياً نظراً لقدوم السياح إلى سد صدد .كما تحدث الأهالي عن السواتر الترابية التي تعيق وصولهم إلى نهاية أراضيهم الموجودة في الجبل وهي بمساحة حوالي /450/ دونماً والتي توجد فيها أشجار البطمة بكثافة وقد تم قطع الكثير منها من قبل الوافدين اللبنانيين إلى تلك الأراضي , وعدم قدرة الأهالي الوصول إليها أو العمل فيها.
نوعية الخبز رديئة
اشتكى الأهالي من نوعية الخبز الرديئة , حيث يوجد مخبز خاص في القرية ولكن يضطر الأهالي إلى الاستعانة بخبز دير عطية , كون الخبز الموجود لديهم وكما وصفه الأهالي غير صالح للاستهلاك , أما اسطوانات الغاز فيحصلون عليها من المعتمد الموجود لديهم وهناك معتمد آخر يتبع للجمعية الفلاحية , وبالتالي يغطي حاجة البريج من اسطوانات الغاز إلى حد ما.
المركز الصحي
أشارت الدكتورة لوسي سطاح إلى أن المركز يقدم العديد من الخدمات الصحية والاسعافية كما يوجد جهاز تحليل سكر, أما بخصوص التحاليل الأخرى فيضطر الأهالي للذهاب إلى مشفى قارة أو حمص نظراً لعدم وجود مخبر للتحاليل ويحتاج المركز إلى وجود طبيب اختصاص داخلية حتى يقدم كافة الخدمات الصحية للأهالي .
غلاء السعار
اشتكت النسوة في القرية من غلاء أسعار الخضار والفواكه والتي يقوم الباعة بإحضارها وبيعها لهم حسب الأسعار التي يريدونها والتي ترهق الأهالي وكذلك المواد التموينية.
حديقة واحدة
لاحظنا أثناء جولتنا وجود حديقة واحدة أمام البلدية ولكنها غير مخدمة وأشار رئيس البلدية أن الدراسة موجودة في الخدمات الفنية وسيتم استثمارها قريباً, وخاصة مع وجود عين مياه رومانية قديمة فيها يقوم الأهالي بالشرب منها وهنا طالب الأهالي بضرورة صيانة وتحسين مظهر العين بالشكل اللائق بها.
وختم رئيس البلدية أنه تم تنفيذ مشروع أطاريف حول المدرسة الاعدادية مع تأهيل مدخل القرية بكلفة حوالي مليون ومائة ألف ليرة سورية .
الحفاظ على العادات الاجتماعية
علمنا بأن أهالي القرية ما زالوا حريصين على الحفاظ على بعض العادات الاجتماعية كالأعراس التي تستمر لأسبوع ويشارك فيها جميع أهالي القرية سواءً من ناحية الدعوات والعزائم إلى المشاركة بليلة الحناء للعروس والموالد ثم الاحتفال بليلة العرس واستقبال جميع الوافدين والمهنئين, وبذلك يشارك الكبار والصغار في إقامة الأفراح وتحمل النفقات تخفيفاً للأعباء وتعبيراً عن الترابط بين أبناء القرية الواحدة.
تحقيق : بشرى عنقة