سن الروضة يعد سناً صغيراً لفك الارتباط والالتصاق القوي بين الأم وابنها ولو كان هذا الغياب
والفراق لمدة محدودة بضع..ساعات لا سيما إذا كانت الأم هي من تشرف على تنشئة أبنائها وتربيتهم
وخدمتهم..
إن مرحلة النمو العاطفي لدى الطفل في هذا السن..لا تمكنه من فراق الأم بسهوله ولذلك ينبغي أن.يتم
كل هذا بشكل تدريجي وطبيعي..
قد لا تجد الأم أدنى مشكله في إلحاق ابنها بالروضة إذا كان الابن تعود على وجود وجوه متعددة تخدمه
وتشرف عليه من مثل: الجدة أو الخالة أو العمة أو جليسة الطفل..ولذلك أختي أعتقد أنك المشرفة الأساسية
والرئيسية على ابنك ولذلك توقعي هذا السلوك من ابنك..وتعايشي معه بالتدريج ليختفي إن شاء الله وابنك يتعلم
مهارات الاعتماد على الذات والاستقلاليه..
12 خطوة لتعديل سلوك ابنك:
1- شجعيه باستمرار على المدرسة وارفعي من معنوياته وصفيه بصفات جميلة..
2- تفادي أساليب الحماية الزائدة لابنك داخل البيت لأنَّ هذا السلوك يخرب شخصية الابن أكثر
مما يحميه ويبطل نموه السليم.
تذكري:في هذا السن من الطبيعي والمعتاد أن يبكي الطفل لحظة فراق أمه ..وليس المطلوب أن نتجاهل بكاءه
وأن لا نتفاعل مع بكائه ولكن من الأهمية بمكان مساعدته تدريجياً على فك الارتباط ..
3-يمكنك البقاء معه بعض الوقت داخل المدرسة ليتمكن من الانخراط والتطبيع مع البيئة الجديدة وهو يشعر
بوجودك..وبهذه الطريقة يبدأ الطفل بالانتباه لأشياء كثيرة قد تجذبه للمدرسة وتثير اعجابه وفضوله مادام مطمئناً
بوجودك معه..وفي غيابك لا سيما في الأيام الأولى قد لا ينتبه لأي شيء في المدرسة لأنَّ فراقك هو محط التركيز لديه..
4-في المدرسة قبل مفارقته أعطه شحنات من الحب والحنان تعبيراً باللسان وضماً لصدرك وطمأنته بالكلام
والإيحاء الإايجابي من مثل : سوف يكون يومك رائعاً في المدرسة...ستلعب مع أصدقاء جدد..وابتعدي قدر المستطاع
عن التوجيهات السلبية..من مثل: لا تخف ..انظر لبقية الأطفال لا يبكون..
5-أبدِ ثقتك بابنك وقدراته وعبّري أيضاً عن ثقتك بالمدرسة والمدراسات فهذا الشعور مهم للطفل..ليطمئن هو أيضا
ويثق بجوه الجديد..
6- في حالة بقاء حالة طفلك على ماهي لمدة طويلة تتجاوز الشهرين دون أن تري أدنى تغيير إيجابي في سلوك ابنك
فينبغي بدء التأكد والتدقيق في عوامل أخرى..منها المدرسة والمربية والأصدقاء..من جهة وعوامل نفسية خاصة بالطفل
وينصح بإجراء اختبارات ذكاء للطفل للتأكد من عدم وجود موانع ذاتيه لديه..تمنعه من فراق أمه وتصيبه بالخوف من
الأجواء جديدة..
7-عموماً قبل ثلاث سنوات لا ينصح علمياً بترك الطفل خارج بيئة الأسرة لأن هذا من شأنه أن يؤثر سلبياً على نمو
الطفل عاطفياً وانفعالياً والأسرة تعد المحضن المفضل للطفل في هذا السن..وإن كانت بعض الدراسات الغربية
-وهي قليلة –تؤكد أن الطفل الذي يفارق أمه في سن صغير يكون أكثر قوة في الاعتماد على نفسه ويكون أكثر
ذكاء عاطفياً..
8-الطفل عادة في سن السنة والنصف يعد كل إنسان غريب عن الأسرة مصدراً للإزعاج والخوف لذلك
من الضروري تعويد الطفل على التعامل مع الغرباء سواء من خلال العلاقات الاجتماعية وفي المحلات التجارية
ليبدأ قبول الغرباء والتعامل معم بدون انزعاج..وهذه خطوات تكون عادة في مراحل قبل سن الروضة...
9-مساعدة الطفل على ربط علاقات مع أقران له مهم جداً لملء حاجته إلى الانتماء وإشباعها وهو بهذا يتأقلم
اجتماعياً مع بيئات أخرى خارج الأسرة..
10-استشارة المختصين مهم جداً لمعرفة هل سن ابني مناسب لإحداث فراق بين الأم وابنها ..؟
11- تأكدي أن صعوبة مفارقة الابن لابنه هو أيضاً بسبب شعور الأم نفسها بصعوبة فراق ابنها..
فالأحاسيس تنتقل لا شعورياً بين الابن وأمه وقد تكون صعوبات الالتحاق بالمدرسة لدى الطفل ناجمة عن أحاسيس
الأم التي تجد صعوبة في ترك ابنها بعيداً عنها ...
12-من الخطأ استعمال أساليب التهديد والعقاب والتخويف لجعل الطفل يرضخ ويدخل المدرسة بلا بكاء ولا صراخ
..كما أنه من الخطأ اللجوء إلى أساليب الهدايا والاغراء..
المرجع:كتاب الأطفال المزعجون للدكتور والاستشاري النفسي والتربوي: مصطفى أبو سعد
ونتمنى أن تعم الفائدة على الجميع..ونعدكم بالمزيد من الدراسات والمواضيع عن أطفالنا والمدرسة..