دمشق (ا ف ب) - اكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الاحد رغبة بلاده في اقامة علاقات "مميزة" مع سوريا مبنية على الصراحة وعلى التفاهم المشترك وعلى فتح افاق جديدة بين البلدين وذلك في ختام زيارته الى سوريا التي استمرت يومين.
وقال الحريري في مؤتمر صحفي عقده في السفارة اللبنانية "اقول بصراحة نريد علاقات مميزة مع سوريا تكون مبنية على الصدق والصراحة وعلى ان نحل الامور بشكل غير استفزازي ولكن هادئ وصريح ويفيد البلدين".
ووصف الحريري المباحثات التي اجراها مع الرئيس السوري بشار الاسد ب"الممتازة والتاريخية" مشيرا الى انها تناولت "جميع المواضيع التي تهم البلدين بشكل ايجابي".
وتابع الحريري "سنفتح افاقا جديدة بين البلدين... ما يهم هو بناء المستقبل وبناء مستقبل افضل للبلدين ومستقبل يفيد الدولتين اقتصاديا وتجاريا وفي جميع المجالات" مشيرا الى انه "لا يفيد البلدين ان يسجل كل طرف نقاطا على الاخر ولكن يفيدنا ان نرى مصلحة البلدين والشعبين من خلال تعاون يعمل على توطيد العلاقات بين المؤسسات والوزارات".
وتابع الحريري "لا شك كان هناك تباعد في مرحلة سابقة ولكن مصلحة سوريا تقضي بان يكون هناك وضوح وصراحة بين الدولتين" معتبرا انه "كي نبني المستقبل يجب التعلم من الماضي".
واوضح الحريري الى ان هذا اللقاء ياتي في اطار اللقاءات التي عقدت في سبيل اتمام المصالحات العربية التي بدأها العاهل السعودي في الكويت وقال "لا شك ان السعودية لعبت دورا كبيرا ونحن نكمل هذه الاسس" مشيرا الى ان "مصالحات اخرى ستتم لتوحيد الصف العربي من اجل مواجهة الصعوبات الاقليمية التي تسببها اسرائيل".
من جهة اخرى اوضح الحريري ان المباحثات لم تتطرق الى موضوع المحكمة الدولية مشيرا الى ما سبق واكده الاسد "بان المحكمة تقوم بعملها وهذا ما نريده كلنا" كما لم تتطرق الى موضوع الاستنابات القضائية معتبرا ذلك "موضوع يحل من قبل الاجهزة المختصة".
وتأتي هذه الاستدعاءات في اطار شكوى تقدم بها المدير العام السابق للامن العام اللبناني اللواء الركن جميل السيد ضد "خمسة شهود زور" سوريين و"شركائهم اللبنانيين"، محملا اياهم مسؤولية اعتقاله لمدة تناهز اربع سنوات في قضية اغتيال الحريري.
وشدد الحريري في ختام مؤتمره انه "رئيس حكومة كل لبنان وان كل وزير في هذه الحكومة هو وزير لكل لبنان وحرصنا في هذه الحكومة هو بناء علاقة ودية بين دولتين وشعبين".
واثر هذا المؤتمر الصحافي غادر الحريري دمشق التي كانت هذه الزيارة الاولى له منذ بدء عمله السياسي.
وتكتسي هذه الزيارة اهمية كبرى بعد مرحلة التوتر الشديد الذي شاب العلاقات بين المسؤولين السوريين والاكثرية النيابية في لبنان التي يعتبر الحريري ابرز اركانها، وذلك على خلفية الاتهامات التي وجهتها هذه الاكثرية الى دمشق بالوقوف وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005.