كثرت في السنوات الأخيرة الدراسات الهادفة إلى إثبات الدور الفاعل للثوم في تقليص خطر التعرض للسرطان. وقد نُفذت في مقاطعة شاندونغ الصينية دراسة عن خطر التعرض للموت بسرطان المعدة، وتبيّن أن هذا الخطر يتراجع ثلاث عشرة مرة عند الأشخاص الذين يتناولون عشرين غراماً من الثوم يومياً، مقارنة بالذين يتناولون غراماً واحداً من الثوم في اليوم.
وتُنفذ حالياً دراسات في إيطاليا والولايات المتحدة واليابان عن فاعلية الثوم في الوقاية من السرطان. وتجزم بعض الابحاث بأن الثوم ومركباته ذواتي أثر وقائي فعلي في مواجهة سرطان المعدة والقولون والبروستات، كما أن هذه المادة تساهم أيضاً في تجديد الخلايا العصبية وخلايا الجلد.
من جهة ثانية، تشهد التجارب المخبرية على أمراض تُنقل إلى الحيوانات، على أن للثوم تأثيراً فعالاً في تراجع سرطانات الرئة والجلد والرحم والبلعوم. كما يساهم الثوم في خفض نسبة الدهون، فيخفّض مستويات الكوليسترول والتريغليسريد في الدم، وهو بذلك يساهم في الوقوف في وجه أحد أهم أسباب الوفيات، لا سيما بين الرجال، ونعني بذلك مرض تصلب الشرايين.
خصائص الثوم الطبية كثيرة، تحدّث عنها ابن سينا بإسهاب حين ذكر أنه «لولا رائحته لكان كلغ الثوم يوازي كلغ الذهب»، وتداولتها جميع الشعوب القديمة دون استثناء، وباتت هذه الخصائص موضوعاً تتابعه المختبرات الطبية بدقة واهتمام. لقد سمحت لنا وسائل العلم الجديدة بمعرفة تركيبة الثوم المميزة التي أدت إلى أن يكون له دور شامل في ترميم الكثير من وظائف الجسم، وأظهرت التحاليل أن الثوم يحتوي على السكريات والبروتينات والصوديوم والبوتاسيوم والحديد والكبريت والزنك والمانغانيز والنحاس والنيكل واليود والسلينيوم وعدد من الفيتامينات والمواد الأخرى النادرة.