تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: الجامعة العربيّة والنّوم في العسل السبت يوليو 31, 2010 6:57 pm | |
| | | | | | | النوم في العسل هل له علاقة بتحويل الجامعة العربية لنادي ترفيهي؟!!محيط ـ هبة شكرى هل تشعر بوجود ما يسمى الجامعة العربية.. بمعنى آخر هل تعرف لها دور أو مسئولية فعالة سوى تلقي العزاء في شهداء فلسطين والعراق ولبنان.. إذن لماذا هي موجودة ما دمنا لا نشعر بها.. ولماذا تبدو دائما "نائمة في العسل" في انتظار وقوع كارثة ضد بلد عربي شقيق حتى يحاول أعضائها جمع التبرعات وإن كانوا للأسف بالأخير يفشلون حتى في هذا الدور الاجتماعي.. عذرا عزيزنا القارئ فهذا ليس رأينا ولكنه محصلة أي نقاش يدور بين أي طرفين حول ماهية هذا الكيان "الهلامي" غير الملموس.فقد أصبحت أحوال العرب أكثر سوءا رغم مرور 65 عاما على إنشاء جامعة الدول العربية او " بيت العرب " وهى التي انشئت فى الاساس من أجل إصلاح أحوال الأمة العربية وتأمين مستقبلها وتحقيق أمانيها وآمالها ، فهل أخفقت الجامعة وفشلت في التعامل الجدي والبناء مع الكثير من القضايا العربية مما يستدعي توحيد جهود العرب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفي كافة المجالات من خلال إعادة هيكلة الجامعة العربية ، حيث إن قضية الجامعة قضية مصيرية تخص مستقبل أكثر من 250 مليون عربى ومستقبل 22 دولة عربية .وقد دفعت الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة الدول العربية إلى التفكير بصورة جدية في تطوير الجامعة العربية التي عجزت في الآونة الأخيرة عن حسم العديد من الخلافات والنزاعات، كما شهدت الكثير من الانقسامات الداخلية بين أعضائها وفى الاخص مقدرتها على مواجهة والتصدى للاعتداءات الاسرائيلية فى فلسطين ولبنان. وفي خضم هذه الأحداث وتصاعد التوتر في العراق واشتعال الموقف في الأراضي الفلسطينية ، طرحت عدد من الدول العربية مشروعات ومبادرات لتطوير الجامعة العربية لمواجهة التحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة. وتلقت الجامعة العربية على مدار الشهور الماضية مقترحات تطوير من سبع دول بما فيها مصر والسعودية واليمن وليبيا والسودان وقطر والأردن ، ولعل أبرز هذه المبادرات كانت السعودية والمصرية واليمنية والقطرية، لكن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي قام بدمج المبادرات في ورقة واحدة لإصلاح الجامعة تحقق التقارب بين المقترحات والأفكار المختلفة للدول العربية. وفي الوقت ذاته اتفقت مصر والسعودية وسوريا على رؤية موحدة لتطوير الجامعة وهو ما تبلور في مقترح تقدمت به الدول الثلاث إلى الجامعة . وحظيت المبادرة اليمنية خلال اجتماعات اللجنة الخماسية العليا التي عقدت بمدينة سرت الليبية في 27 يونيو/ حزيران 2010 ، بمشاركة قادة الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية وهي اليمن، ، مصر، قطر، ليبيا والعراق وبحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ، بشأن استبدال الجامعة باتحاد عربي باهتمام كبير .وحول مقترح تحويل الجامعة العربية إلى اتحاد للدول العربية قامت شبكة الإعلام العربية "محيط" باستطلاع أراء الخبراء والمسئولين ورأى الشارع حول مدي فعالية ذلك الاتحاد في حل القضايا العربية العالقة وهل من الممكن أن ينجح فيما أخفقت فيه الجامعة العربية . "مش مهم ومش فارقة كتير " قالها عصام سراج مهندس كمبيوتر واضاف :" جامعة الدول العربية أو اتحاد الدول العربية ، فالمسمي واحد ولا أهمية لتغييره ، ولكن المهم أن يعمل به العرب فنحن نريد فعل وليس مجرد اجتماعات واحتفالات شكلية بلا جدوى ".|
| | | الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى | | | ويقول الصاوي محمد علي باحث بأحد مراكز الدراسات الاستراتيجية :" نريد أن نعرف ماذا فعلت الجامعة العربية منذ إنشائها وحتى اليوم للقضايا العربية الساخنة ( العراق ، فلسطين ، لبنان ، اليمن ، السودان ، الصومال )، فهي يمر الان 65 عاما على إنشائها وتضم 22 دولة عربية ولم نشهد لها أية بلورة سياسية واحدة ، فالقضايا والملفات السياسية الهامة ليست في قبضة العرب ولكن ترسل إلى أمريكا للتدخل في شئوننا فالمهم أن تعبر الجامعة العربية عن رأى ونبض الشارع العربي ولي الحل بمجرد تغيير المسمي ولكن تغيير الهيكلة والأليات وتوحيد رأى وجهود العرب ".ويؤكد على أحمد نعيم 34 عاما مدرس :" التغيير ليس بالمسميات دون تطوير ، ولكن بالإنجازات وليه ما يحصلش ذلك التطوير مع استمرار وجود مسمي (الجامعة العربية) " .وتقول إيمان محمد رضوان ربة منزل :" ربما ذلك التغيير يكون له فائدة ويحفز العرب أن يصبحوا يدا واحدة ويشجعهم على توحيد كلمتهم ".وتشير خديجة محمد سليم 20 عاما طالبة الى ان :" التغيير ليس في الاسم فقط ، لكن المهم أن العرب أنفسهم يتغيروا ، فالقادة العرب يستطيعون أن يفعلوا ما يشاءون إن إرادوا ولكن دائما موقف العرب من القضايا العربية موقف المشاهدين الصامتين ". وتقول شيماء عبدالفتاح مدرسة :" كل يوم نسمع عن اجتماع للجامعة العربية ويكون اجتماع فخم وشيك ولكن هل أنجز أى شىء حتى اليوم من خلال الجامعة العربية ، والمشكلة ليست في وجود جامعة أو اتحاد لكن المشكلة في العرب انفسهم فهم من السهل جدا أن يجتمعوا ولكن من المستحيل أن يتحدوا ".المسئولون بين مؤيد ومعارض يقول السفير عبدالله الأشعل أستاذ القانون الدولي مساعد وزير الخارجية المصري السابق في تصريح لشبكة الإعلام العربية "محيط" تعليقا على مقترح تحويل الجامعة العربية إلى اتحاد للدول العربية :" رغم عدم وجود وحدة عربية ، ولكن الجامعة العربية لازالت هي الرمز الوحيد الباقي على أن هناك شىء عربي واحد وأى تغيير في الجامعة العربية سيؤدي لاستبادلها بأى شىء آخر ؛ ولذا فوجود الجامعة أفضل من تغيير هويتها واسمها ".ويضيف قائلا :"فكرة الاتحاد العربي المقترحة من جانب ليبيا وإن كان أكثر طموحا ولكنه غير واقعي ، فنحن نتعامل على مستوى دول عربية ، فالنمط الموجود حاليا هو النمط السليم وإنما يحتاج لتطوير وتعديل مع ضرورة تطوير النظام العام على أن يكون أقرب للشعوب العربية منه إلى الحكومات ، فمثلا يتم التطوير من خلال مفكرين يدعمونا بأفكار جديدة لتطوير نظام عمل الجامعة على الا يكون أعضاء الجامعة موظفون حكوميين . ويتابع قائلا :" كما يجب أن يتم تفعيل الجامعة العربية ويكون لها دور إعلامي وثقافي وتوعوي ، فمثلا معهد الدراسات العربية لماذا لا يتطور ليكون رابطة عربية حقيقة ، فبرامجه فقيرة وغير مطورة ومتروك لأشخاص فوق التسعين ، فأنا لا ارى سبب يدعو للتدهور في الجامعة العربية فعلينا توفير الثقافة العربية وتطوير العلاقات البينية بين الشباب العربي والعلاقات البينية الإقتصادية العربية وكل هذا يحتاج لجهد كبير ؛ لذا فنحن لسنا بحاجة لتغيير مسمى الجامعة العربية إنما فقط تطويرها وتعديل نظامها من خلال أشخاص محترمين ومدركين جيدا الهدف الذي أنشأت الجامعة من أجله ".جامعة بلا انياب ومن جانبه ، يقول السفير محمود شكري مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الآسيوية ـ كاتب ومحلل سياسي :" حقيقة أنا لا أحب أن اعتمد على تغيير الألفاظ بأخرى فنقول اتحاد الدول العربية بدلا من جامعة الدول العربية ، فلابد من أن يفهمونا بالظبط ويوضحوا لنا ماهو هذا الاتحاد المقترح إنما مجرد تغيير الاسم فلا يجوز لان الجامعة العربية بمعناها الشامل هى جامعة للدول العربية أى تجمعهم وإذا أردنا أن نحولها لاتحاد فلابد وأن يكون هناك معنى أكبر ومظلة أكبر من اجتماع الدولة العربية بشكله الحالي".ويضيف قائلا:" جامعة الدول العربية جامعة ضعيفة وبلا أنياب ولا تستطع أن تفرض رأي ؛ لأن رأيها استشاري فمن يقبل به يلتزم به ومن لم يقبل فهو ليس محتاج أن يفسر ، كما أن تكوين الجامعة العربية فضفاض ، وهي لا تعبر عن إرادة عربية مشتركة ولا يمكنها ذلك ، فحتى مؤتمرات القمة العربية عندما تنعقد تكون نتائجها مجموعة قرارات لا يتم تنفيذها ".واستطرد قائلا :"شكل الجامعة الحالي ليس هو الشكل الأمثل ، فلكي نطورها لاتحاد يجب إعادة صياغة المنظومة ككل ويجب أن يكون لها رؤية جماعية والتزام جماعي ومجلس أمن عربي ومحكمة عدل عربية تلتزم الدول بقرارتها ومجلس تخطيط عربي مشترك ؛ ولذا فهي مسألة أى محلل سياسي استراتيجي يرى أن الوصول لهذا المعنى يعني التفاؤل المبتذل ، فليس لدينا القدرات لكي نصل لهذا الشكل ".ويشير قائلا :" مقررات اتحاد الدول الإفريقية أكثر صلابة من الجامعة العربية وبها التزام أكثر ولها معنى أكبر ؛ لأن هناك رابطة معينة تم الاتفاق على الالتزام بها بين الدول التي يجمعها الاتحاد ، بينما الدول العربية مشتتة ".
واختتم حديثه قائلا :" في قناعتي الشخصية أن الوصول لاتحاد عربي بالمعنى والمفهوم الذي نحرص عليه أمر سابق لأوانه والظروف الحالية لاتسمح به وأن الشكل الحالي الموجود للجامعة العربية يعد أفضل من إلغائها نهائيا لأنه على الأقل يحافظ على الحد الأدني للعلاقات بين الدول العربية فهي مكان فيه إجبار على الأقل لكي تجتمع الدول العربية بشكل دوري ويلتقي قادتها ومسئوليها ؛ ولذا فهي شكل مقبول يمكن أن نتمسك به ، واتوسم أن تسعى الجامعة لتقوية نفسها ولا تظل بهذا الشكل ، فهناك منظومة مجلس الأمن العربي لم يتخذ أية قرارات بشأنه بعد ومحكمة العدل العربية لم تقدم حتى الأن للبرلمانات العربية لتناقش فكرة تنفيذها ، وحتى القمة الاقتصادية الخليجية بدأت وانتهت كبالونة اختبار ".
امل كل الشعوب
يقول النائب محمد خليل قويطة وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصرى :" أنا أؤيد جدا فكرة تحويل الجامعة العربية لاتحاد الدول العربية ؛ لأن ذلك أمر مطلوب وهو أمل كل الشعوب ولكن يصعب تحقيقه بالوضع الراهن ، حيث لم تنجح فكرة إنشاء السوق العربية المشتركة حتى الآن ، والاتحاد الأوروبي بدأ مع الجامعة العربية ولكنه الآن وصل إلى 25 دولة بينهما اتحاد كامل اقتصاديا وسياسيا وثقافيا ، فلكي نصل إلى الاتحاد العربي لابد من تهيئة الأجواء العربية وتهيئة الإرادة السياسية للحكام العرب فتلك الارادة ليست موجودة لديهم ، كما يجب أن يلبي هؤلاء الحكام العرب نداء الشعوب في الوحدة السياسية الكاملة أسوة بالاتحاد الأوروبي والوحدة الخليجية ".
وبدوره ، يقول الدكتور رضا العدل أستاذ الاقتصاد ـ رئيس جامعة عين شمس سابقا أمين عام الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية:" من الأفضل أن يفكوا الجامعة العربية نهائيا ؛ لأن الجامعة بشكلها الحالي لا فعالية لها وليس لها اى دور ، ومقترح اتحاد الدول العربية ليس إلا مجرد شىء لخلق فرص عمل لبعض الأفراد ولن يضيف أى جديد ".
تأسيس جامعة الدول العربية
جامعة الدول العربية منظمة إقليمية تعمل على توثيق الصلات بين الدول الأعضاء، وتنسيق خططها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية، من أجل تحقيق التعاون الجماعي وحماية الأمن القومي العربي، وحفظ استقلال الدول الأعضاء وسيادتها، وتعزيز العمل العربي المشترك في مختلف المجالات.
تأسست جامعة الدول العربية في 22 مارس 1945 استجابة للرأي العربي العام في جميع الأقطار العربية. وبالرغم من أن الدول العربية الموقعة على الميثاق، وقت صدوره، كانت سبع دول ، أصبح عددها الآن اثنتين وعشرين دولة- فإن الميثاق نص في ذلك الوقت على أنه يهدف إلى ما فيه خير البلاد العربية قاطبة، وإصلاح أحوالها، وتأمين مستقبلها، وتحقيق أمانيها وآمالها.
اما ميثاق جامعة الدول العربية فيتألف من عشرين مادة، تتعلق بأغراض الجامعة، وأجهزتها، والعلاقات فيما بين الدول الأعضاء، وغير ذلك من الشئون.
ويتصف الميثاق بالشمولية والتنوع الواسع في تحديد مجالات العمل العربي المشترك، ويفتح الباب أمام الدول الراغبة فيما بينها، في تعاون أوثق، وروابط أقوى مما نص عليه الميثاق، لتعقد بينها من الاتفاقات ما تشاء لتحقيق هذه الأغراض.
ويجوز تعديل الميثاق بموافقة ثلثي الدول الأعضاء، وذلك لجعل العلاقات فيما بين الدول الأعضاء أوثق وأمتن، ولإنشاء محكمة عدل عربية، ولتنظيم العلاقات بين الجامعة والمنظمات الدولية التي تسعى لصون السلم والأمن الدوليين.
ويردف الميثاق ويكمله وثيقتان رئيسيتان : معاهدة الدفاع العربي المشترك (إبريل 1950) وميثاق العمل الاقتصادي القومي (نوفمبر 1980). |
| |
|