كوشنير "يبق البحصة" ويحدد موعد اعلان الدولة الفلسطينية
27 تموز 2010 -
واخيراً وبعد اخذ ورد والكثير من الهمس والكلام في السر، كشف وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ما بدا تحضيره منذ فترة وهو الموعد المبدئي لاعلان الدولة الفلسطينية. وحدد كوشنير الموعد على انه في الربع الاول من العام 2012، وهو الموعد القريب جداً من الذي كان رئيس الوزراء الفلسطيني قد حدّده عام 2009 (ايلول 2011). وقد تلاقت بوادر اقامة الدولة الفلسطينية منذ مدة غير قصيرة ان من ناحية الوطن العربي او من ناحية الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة التي ما فتئت تحاول وتسعى من هنا وهناك الى تحقيق مخرج ملائم لاعلان هذه الدولة ان عبر البوابة الاسرائيلية او البوابة العربية (مصر والسعودية) دون اغفال البوابة التركية.
وتشير المعلومات الى ان الادارة الاميركية ومعها الدول الغربية ستزيد الضغوط على السلطة الفلسطينية لتحويل مفاوضاتها مع اسرائيل الى مباشرة بما يمهد للاعلان لاحقاً عن اتفاق على الحدود الموضوعة سلفاً للدولة الفلسطينية، بما يضمن الانتقال الى المرحلة الثانية وهي اعتراف الدول العربية والاجنبية بهذه الدولة واجراء التطبيع الحتمي للعلاقات مع اسرائيل والدخول في حقبة جديدة من تاريخ المنطقة.
وتشير المعلومات الى ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو قد ابلغ بالفعل الرئيس المصري حسني مبارك في اجواء الحدود المرسومة لهذه الدولة الفلسطينية والذي تم الاتفاق عليه مع الرئيس الاميركي باراك اوباما، وان لا صحة للانباء التي ذكرت ان مبارك رفض هذه الحدود وطالب نتانياهو باعادة النظر فيها. اما من الجانب الفلسطيني، فأفادت المعلومات ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يزال متردداً في الدخول في هذه "المغامرة" لانه يعلم تماماً انها لن تلقى موافقة فلسطينية شاملة، وانه سيخسر تأييد العديد من الفلسطينيين الذين لا يزالون يدعمونه حالياً، وقد تنقلب المسألة برمّتها بشكل تنتهي معه حياته السياسية وهو الذي يرغب في التحول الى منقذ تاريخي للفلسطينيين من خلال اقامة دولة في عهده، وهو الامر الذي عجز عنه الآخرون ولا سيما الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات لعقود من الزمن.
اما نتانياهو فمن المهم بالنسبة اليه ان تتحقق على عهده الدولة الفلسطينية بما يتيح له سرقة الاضواء التي سلبها اسحق رابين الذي كان قاب قوسين من الاتفاق مع الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد على بنود سلام مقبول من الجانبين، كما انغمس في مفاوضات مباشرة مع عرفات. لذلك، بات نتانياهو اليوم يطالب اكثر من اي وقت مضى بالدخول في مفاوضات مباشرة في اسرع وقت ممكن، عله يحصد ما يريحه سياسياً ويحوله الى "غولدا مائير" جديدة.