أبناء هتلر وكلاب الصهيونية قطاع طرق
محمد نور الدين -
أفرغت الصحافة التركية في عناوينها الرئيسية حول العدوان الإسرائيلي على «أسطول الحرية» كل ما في جعبتها اللغوية من أشد الأوصاف والنعوت لتدين العمل البربري الإسرائيلي.
وانفردت صحيفة «يني شفق»، المقربة من حزب العدالة والتنمية، في عنوان ضخم غير مسبوق في الصحافة التركية بوصفها الإسرائيليين بأنهم «أبناء هتلر». ولولا اسم الصحيفة الذي يعكس هويتها لما كان من الممكن تمييز عناوين الصحف العلمانية أو القومية عن عناوين الصحف الإسلامية أو اليسارية.
وقد جاءت عناوين الصحف الرئيسية على الشكل الآتي:
«إرهاب إسرائيل» صحيفة «بركون»، و«إرهاب الدولة» في صحف «ميللييت» و«بوكون» و«خبر تورك» و«تركيا»، و«العالم ينتفض» في «حرييت»، و«تركيا تنتفض» في «كونش»، و«رصاص على الإنسانية» في «راديكال»، و«رصاص على المساعدات» في «ريفرانس»، و«سيدفعون الثمن» في «ستار»، و«انتفاضة عالمية ضد المجزرة الإسرائيلية» في «صباح»، و«أرسلوهم ليقتلوا عن عمد» في «سوزجي» و«إسرائيل تنتحر» في «ترجمان»، و«السفلة» في «وطن»، و«إسرائيل تضرب الإنسانية» في «جمهورييت» و«كلاب الصهيونية» في «وقت».
ولم يبق قلم كاتب إلا وسطر غضبه على الوحشية الإسرائيلية، تساوى في ذلك الجميع الذين هبوا هبة واحدة دفاعا عن السيادة والكرامة والهيبة التركية.
وتساءل الكاتب احمد طاش غيتيرين عما يمكن أن يوصف به هذا العمل البربري «هل هو قرصنة ضد الإنسانية، هل هو الجنون بحد ذاته، أم انه عمل قطاع الطرق». وقال إن أيدي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته افيغدور ليبرمان «لا تشبع من الدم»، مخاطبا «أيا (وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري) كلينتون ويا (الرئيس باراك) اوباما انظرا ماذا فعلت اسرائيلكما؟». وأضاف إن «سفينة مرمرة الزرقاء تحولت إلى غزة بذاتها. وما كان يقوله (رئيس الحكومة رجب طيب) اردوغان من أن إسرائيل رأس الأخطار في المنطقة هو الصواب بعينه»، مختصرا بالقول إن إسرائيل هي «اسم الوحشية».
وقال طه اقيول إن إسرائيل لم تعد تلك الدولة المظلومة كما حاولت أن تسوق عبر تاريخها، بل أصبحت تنتج الإرهاب والغدر. وشدد على أن ما قامت به يعكس أنها دولة مارقة ومتمردة. وحذر «اوباما من استخدام حق النقض لمصلحة إسرائيل، لأنه سيجر إلى سلسلة من المواقف العنيفة. وإذا بقي الفاشي نتنياهو من دون عقاب فسينتشر التطرف في المنطقة، وسيصبح اوباما، جورج بوش آخر. ويجب أن يعطي اوباما جوابا واحدا عمن يدير الولايات المتحدة».
ورأت النائبة السابقة نازلي ايليجاق، في مقال، أن العدوان الإسرائيلي قد يكون الخطوة الأولى في مسيرة انتصار غزة. وقالت إن «البشرية جمعاء من مسلمين ومسيحيين وبوذيين وملحدين وغيرهم اتحدوا لنصرة غزة والتنديد بالوحشية الإسرائيلية». وأضافت إن «العدوان هو القطرة التي بها فاضت الكأس، وقد تكون الشرارة الأولى في طريق نصر الغزاويين».
وكتب إبراهيم قره غول قائلا إن «الإسرائيليين يخطئون إذا ظنوا أن الأتراك يمكن أن ينسوا أو يتجاوزوا ما حصل. بل إن إسرائيل ستدفع الثمن غاليا، فتركيا بلد لا ينسى». وقال للإسرائيليين «إنكم تنسون أن الأرض التي تمشون عليها مروية بدماء الجنود الأتراك في العام 1917 ونحن لم ننسهم. ومنذ الخمسينيات وانتم تعربدون وتركيا ساكتة. لكن الأمر اليوم مختلف. ولن يبقى شيء على ما هو، وهذه الأزمة لن تجد حلا لها. وستحاسبون على ما اقترفت أيديكم».
وكتب محمد ألتان أن «صورة إسرائيل التي عندنا هي ذلك الجندي الذي يكسّر عظام الأطفال بالحجارة، واليوم هذه الصورة لم تتغير، وإسرائيل تعامل تركيا اليوم كما تعامل حركة حماس». وقال إن «ما قامت به إسرائيل هو العنصرية التي تتجاوز كل جنون، وإسرائيل ليست سوى دولة الإرهاب الدموي»، لكنه اعتبر أن «ردود الفعل الدولية لم تكن بحجم الإرهاب الذي حصل».
وقال محمد علي بيراند إن «هذا التطور الذي حصل سيفجر العلاقات التركية الإسرائيلية من أساسها، ولم يعد من مجال لترميمها. ولم يعد ممكنا أبدا الحديث عن العلاقات السابقة بين البلدين». وأضاف «إذا كانت تركيا ستتأثر فإن إسرائيل هي الجانب الذي سيكون أكثر تضررا، لأن خسارة إسرائيل حليفا مثل تركيا ستكون ثقيلة جدا». وتابع «بقدر ما تتحرك تركيا بهدوء وعقلانية، وبعيدا عن الإجراءات الانفعالية، بقدر ما تخرج رابحة. إن إسرائيل قامت بخطوة خاطئة، ويجب أن تتحمل مسؤوليتها».