أولاً : هيا نبنى أفعالنا بأنفسنا
1 - هيا نخطط لحياتنا
حياتنا اليوم وبعد هذه الثورة المعلوماتية الهائلة لم يصبح سيرها , وفق نظرية المحاولة والخطأ ، بل أصبحت حياة على أساس من التخطيط ، ذات الهدف الواضح الذى يتصل بمستقبل الفرد وبمشكلاته الاجتماعية ، وبالتالى اختفى ما يسمى الارتجال فى الحياة ، إلى المواجهة الفعالة المثمرة .
وعلى ذلك أيضًا اختفت الصورة القديمة للفرد الذى هو كالريشة فى مهب الريح ، تلعب به التغيرات كيفما شاءت ، بل أصبح من الحتمية عليه أن يخطط لكل تغير أو استحداث طارئ ، باستعمال ذكائه ، وقدراته والتحكم فى سلوكه ، وبذلك علينا أن نضع خطة لبناء أفعالنا بأنفسنا ، لا تفرضها علينا الكوارث والأخطار ، التى تجرنا إليها : عفوية السيرة ، وعشوائية الخطوات غير المحسوبة .
فمن أجل قيام حياة أحسن وأفضل وأروع وأجمل , ما علينا إلا أن نتمسك باعتمادنا على الذات ، ونُحافظ على تحمل المسئولية ، ونتحكم فى رغباتنا ، ونشارك فى صورة جماعية تعاونية , سواء فى التخطيط أو عند التنفيذ , فهيا نخطط لحياتنا ، وهذا التخطيط هو بداية تحقيق أحلامنا فى الحياة .
2 - فكر فى القيام بالعمل
البعض يفكر فيما يريده هو أو ما يريده من حوله ، فى البيت أو العمل أو الجامعة أو النادى ، أو بمعنى آخر لكى نحقق أحلامنا , يجب علينا أن نختصر الطريق ، بأن نجعل أولويتنا الاهتمام بالعمل , والتفكير العميق لتنفيذه وتحقيقه , وكيفيه القيام به .
إن التفكير فى القيام بالعمل هو الذى يمنحنا الشعور بأننا نعمل شيئًا ، هو الذى يمنحنا الثقة بأنفسنا , خاصة عند التعاون مع الآخرين ، وإشراكهم فى تحمل المسئوليات ، وبالتالى تصغر أمامنا حينئذ المشكلات التى تواجهنا ، ونفكر بعمق فى وضع حلول عاجلة لهذه المشكلات ، مما يجعلنا نساهم مساهمة حقيقية وعظيمة , فى بناء حياتنا الشخصية سواء المتصلة بذواتنا وشخصيتنا وثقافتنا ، أو العامة المتصلة بأسرنا ومجتمعنا وبلدنا .
فلماذا نضيع الكثير من الأوقات دون فائدة ؟ إن التركيز على العمل يرسل فوائده المباشرة لنا وللمحطيين بنا ، مما يتطلب منا أن يكون كل تفكيرنا منصبًا على القيام بالعمل , وأسلوب آدائه ، وطرق تنفيذه .
وهنالك نكون قد وضعنا أول قدم لنا فى طريق تحقيق أحلامنا ، فالعمل يفتح أبوابًا ما كنا نراها من قبل ، وكل هذه الأبواب تفسح الطريق نحو تحويل أحلامنا إلى حقيقة .
3 - احذر هذه العقبات
ومما يجعلنا نقف عن السير دون أن ندرى ، ويظن البعض أنه يمشى فى الطريق ، نداءات تنبع من داخل أنفسنا ، ترسل رسائل إلى كياننا بالإحباط والتراجع ، فتمثل عقبات فى طريق أحلامنا ، تبعدها عن الواقع , وتنأى بها عن الممارسة , مثل :
1ـ لقد اتبعنا ذلك فى العام الماضى ( نفس الكلام ونفس المواقف ونفس الآراء ونفس الأعمال ) وبدلاً أن يستبد بنا اليأس ، ويوقفنا الإحباط , لماذا لا نقول : إنه شئ طيب وعظيم أن نستفيد من خبراتنا الماضية ، ولماذا على العكس يفهم البعض للطمأنينة وإيثار الأمان , أننا اتبعنا ذلك فى العام الماضى ! ( عملناها ونجحت ) .
لماذا لا نختار الأمر الوسط ، ونقول : ما الذى نحتاج إليه بالفعل ؟ ما الذى نحتاج إليه للتطوير ؟ ووفق ذلك نخطط ونضع برامجنا ونحقق أحلامنا .
2ـ شخصية مشهورة أحلامنا كثيرة ومتنوعة والبعض قد يجيد القفز السريع , أو العمل المريح الذى يحقق الارتياح والانشراح فقط ، ولكن على حساب الفعل الحقيقى والتحقق الواقعى ، وهنا تكمن المشكلة ، حتى لا نفاجئ بأن إسهامنا فى تحقيق حلمنا يساوى صفرًا ، لأننا اعتمدنا على غير إمكاناتنا ، حتى ولو كانت الشخصية مشهورة وكبيرة ومجمعة وذات خبرة ، فلماذا الاعتماد على غيرنا ، وإن النجاح الحقيقى فى مدى ما نسهم به , لخدمة أنفسنا والناس ومجتمعنا .
3ـ المهم أن يحبنى الناس حب الناس مطلوب ولكن ما رأيك لو تعارض مع الهدف ؟ بحيث يجعلك لا تستطيع أن تقرر ما ينبغى القيام به ، أو لا تستطيع التنفيذ بأسلوب واقعى لبق ، فإن كان المهم أن يحبك الناس فالأهم منه تحقيق الهدف بصورة ملموسة ، فإن كان رضا الله بسخط الناس فأهلاً وسهلاً برضا الله ، وإن كان تحقيق الهدف بغيظ الناس فأهلاً وسهلاً بتحقق الهدف ، وإن كان إنجازك لبرنامجك فيه تعب فأهلاً وسهلاً بالإنجاز رغم التعب .
4 ـ أنا المسئول هنا التردد فى طلب العون ، أو التضحية أو المشاركة من الغير ، قد يحسبها البعض أنها ضد تحمل المسئولية ، بحيث يتردد فى داخل كل منا هذه العبارة : ( أنا المسئول وليس الآخرين ) ، وعلى ذلك ، مع إن هناك مكاسب كثيرة فى طلب المشاركة أو النصح من الغير ، فإن إغفالهم مثلاً يجعلهم يقفون فى طابور المتفرجين أو الناقدين ، فتتأثر أنت نفسيًا !!
وهذا لا يتعارض مع مسئوليتك , فيدالله مع الجماعة , فى معرفة حاجات الآخرين ، وتجميع الأفكار الصحيحة ، والأراء الصائبة ، وحينما تكون المسئولية تقع على أكثر من واحد , فإن ذلك يعنى أنك لست وحدك .
5 ـ تسلية والسلام العمل الممزوج بالضحك والمملوء بالفكاهة ، شئ طيب ويقطع الملل الذى يصيب أعمالنا , أما أن يصل ذلك إلى أن يصبح هدفاً , فهنالك يسمى : ( التسلية ) , ومهما قطع من الأوقات أو استهلك من الأيام , فهنا يجب أن نقف وقفة ، فلسنا ضد الضحك لقطع الملل , أو التسلية الدافعة للعمل ، ولكننا بحاجة ماسة إلى الشعور بأننا نقوم بشئ ذى قيمة ، بحيث يصبح الهدف له قيمة وليس وقتًا شيقًا ، ولتحقيق هذه القيمة علامات من : أنها تشبع الثغرات سواء فى الفهم أو المعرفة أو الخبرة أو التجربة ، ويكون العمل مع مجموعة متشابهة معك من حيث الفهم والعقل والممارسة والأسلوب ، وبذلك نضمن مشاركة فعالة , وظهور إبداعات , وأفكار متجددة .
6 ـ طنش ( لا تهتم ) لا يحب أحد أن يسمع نقدًا سلبيًا ، وهناك انعكاس سلبى على النفس يظهر على قسمات الوجه , وربما انطلق اللسان بما لا تحمد عقباه , وربما البعض يطلب رأى الآخرين فيه وفى عمله وفى برنامجه , ولكن ماذا إذا كانت هذه الأراء تخالف رأيه !! , بالطبع يكون مصيرهم الإهمال والطناش , ومن أجل أن يقنع نفسه بما وصل إليه ـ فى محاولة يائسة أنه صواب - ويقول لنفسه مرددًا : لا تهتم .
وهذه العقبة تنسف تمامًا التطوير المطلوب فى حياة كل منا ، لأن القرار الصائب هو مزيج من النظرة الذاتية التى هى غالبًا إيجابية ، ونظرة الغير التى هى غالبًا سلبية ، وعلى كل فإن انطباعات الآخرين ورغباتهم وشعورهم مهمة دائمًا , لدفع الأعمال وتحقيق الأحلام .
7 ـ الحمد لله .. انتهى العمل لا شك يعد نهاية كل عمل تشعر براحة , وتردد عبارة ( الحمد لله انتهى العمل ) , مع أن نهاية أى عمل هو بداية لسيل جديد من النشاط ، والسبب واحد أن العمل الحقيقى , هو ما يحدث أثرًا فى الذات ومع المحيطين , ويدفع إلى أنشطة أكثر بنشاط أفضل ، فالاهتمام بما بعد العمل , لا يقل أهمية عن التخطيط للعمل , أو النشاط الضخم , الذى تقدمه أثناء العمل .