function doExpand(paraNum,arrowNum) {
if (paraNum.style.display=="none") {
paraNum.style.display="";
arrowNum.src="collapse.gif";
}
else {
paraNum.style.display="none";
arrowNum.src="expand.gif";
}
}
أوصت أعرابية ابنتها ليلة زفافها وصية جميلة، فقالت لها: «أي بنية، إنك فارقت بيتك الذي منه خرجت، وعشك الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه. فكوني له أمة يكن لك عبداً، واحفظي له خصالاً عشراً. أما الأولى والثانية فاصحبيه بالقناعة وعاشريه بحسن السمع والطاعة. وأما الثالثة والرابعة فالتفقد لموضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم منك إلاّ أطيب ريح. وأما الخامسة والسادسة فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة. وأما السابعة والثامنة فالاحتراس بماله ورعاية عياله وملاك الأمر في المال حسن التقدير وفي العيال حسن التدبير. وأما التاسعة والعاشرة فلا تعصين له أمراً ولا تفشين له سراً. فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره. ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهموماً، والكآبة بين يديه إذا كان فرحاً، فإن الخصلة الأولى من التقصير والثانية من التكدير، وكوني أشد الناس له إعظاماً يكن أشدهم لك إكراماً، واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك في ما أحببت وكرهت، والله يخير لك».
انظروا إلى رجاحة العقل وحلاوة المنطق وخوف الأم على ابنتها، كوني له أمة يكن لك عبداً، لا كما تقول إحدى الأمهات المتمردات الجاهلات: «على المرأة أن تكسر ظهر الرجل، أن تجعله على الحديدة حتى لا يفكر في الزواج بثانية، وعليها أن تكون نداً له، ترد عليه بالكلام نفسه الذي يقوله لها، وأن توقفه عند حده، وأن المرأة هي التي يجب أن تتحكم في الأولاد، وأن تجعلهم يقفون ضد أبيهم حين تكون هناك مشكلات». وكانت نتيجة منطق هذه المرأة أن طُلقت اثنتان من بناتها. أما الثالثة فلم يكن أمامها سوى أن تحافظ على زوجها بالسحر.
document.write('');
هناك من الأمهات من يدمرن حياة بناتهن وأولادهن، تظل الواحدة منهن مسيطرة على ابنتها وتوجهها بـ«الريموت كونترول»، وتتدخل في أدق تفاصيل حياتها، إلى أن تجد ابنتها مطلقة أو متمردة على زوجها. وربما تخرج الأمور عن دائرة الطاعة الزوجية والعشرة الحسنة إلى الخيانة وارتكاب المحرمات التي تزداد مع بعضهن بعد الطلاق. وهناك من الأمهات من تظل تحن على ابنها وتلاحقه وتطارده حتى تنغص عليه حياته، فيظلم زوجته إرضاء لأمه، وهذا النوع من الرجال يسمى «ولد أمه»، حيث إنه لا يستطيع أن يتخذ قراراً، ولو كان صغيراً جداً، إلاّ بعد موافقة أمه. فهناك «ولد أمه» و«بنت أمها». ولو اقترن هذان الاثنان ببعضهما، فإن الصراع يكون بين المدربتين: أم البنت وأم الولد، ويكون الزوج والزوجة بمثابة الفريقين اللذين يلعبان النهائي. وكل القصة تتمحور حول من يكسر رأس الآخر، ومن الذي تمشي كلمته، ومن الذي ينتصر، علماً بأن هذه المبارزة أو المباراة ليس فيها رابح أبداً، فالكل خاسر، وعلى رأس الخاسرين الأبناء.
وأتمنى أن تطبع وصية الأم الحكيمة أعلاه وتوزع على المقبلات على الزواج، حتى يعرفن كيف يتصرفن مع أزواجهن.
بعض الزوجات يشتمن أزواجهن ويشتمن أمهاتهم وأهلهم، وكذلك يفعل بعض الأزواج، وكأن الزواج حلبة مصارعة أو ملاكمة، والفائز هو من يفوز بالضربة القاضية.
كما أن بعض الأزواج الوقحين لا يتورعون عن ضرب زوجاتهم، بل أكثر من ذلك فإن بعضهم يحاول أن يقهر أم عياله بأن يقيم علاقات مع قطط الشوارع، وربما يكلمهن أمام زوجته حتى يثير جنونها. والأصعب من ذلك حين تفكر تلك الزوجة المجروحة أن تنتقم من زوجها باتباع الأسلوب نفسه.
ومن بديهي القول أن الحياة الزوجية شراكة بين الرجل والمرأة في كل الأمور، وأن الرجل مهما بلغ من الجاه والعنفوان لا يستطيع العيش من دون المرأة، وأن المرأة مهما حققت من المناصب والثراء فإن كل ذلك لا يساوي دخول زوجها عليها.
وأكرر بأنني أتمنى من الأمهات وبناتهن أن يتعلمن من الوصية أعلاه، كما أتمنى من الأزواج أن يخافوا الله في بيوتهم وأبنائهم.