لم تكن مصادفة
قطرات المطر تتهامس على الشباك فهي تحلم أن تحطم زجاج النافذة لكن حلمها يتلاشى في كل مرة
خيوط الشمس تبتعد رويدا رويدا عن قطرات المطر تصطدم بأثاث غرفة لم يكن فيها سوى بعض الأشياء القديمة وسرير
عاشق ,فحبيبه شاب عانقت الشمس سحنته فبدت عيناه السوداوان كنجمتين لامعتين تتراكض امامها طفولته الجميلة
كفراشة بيضاء في حقول الزرع وسط سماء نورانية0
شعر بهزة خفيفة والأشياء أمامه ثابتة خرج صراخ من عمق
الماضي مصافحا الألم والحزن معانقا الحب والفراق قال له: لماذا تعيش حيات القبور؟لماذا قتلت حياة السرور؟
الصوت المنادي من بعيد أجبر الشاب على ترك حبيبه الذي لازمه منذ سنوات كثيرة , أضواء السيارات تتلاطم على وجهه
كأنها أمواج بحر عاتيه تضرب وجه الشاطئ لتحطمه
غادر الشارع الرئيسي ثم دخل أزقة المدينة الضيقة المكسوة
بالصمت والحزن. كانت قدماه تحثانه الخطا دون أن يعلم إلى أين يمضي فشبح العتمة قاده إلى الضوء المختبئ في نهاية
الزقاق.
قرر أن يدخل بين حشود الناس المجتمعة معلنا عن قدومه
بلفظ التأسفات للآخرين حتى وصل إلى ساحة العرس الرئيسية لم يثر انتباهه حلقات الدبكة المعقودة في الساحة أو
أجواء الفرح المخيمة على المكان جالت عيناه كثيرا بين الحضور وكأنه يبحث عن ماض تمزق أو حب يعيد له الحياة
ثم توقفت عند ملاك يرتدي ثوبه الأبيض في ليلة العرس. كان يضفي بريقا حزينا على عينيه الجميلتين.
لاحت عيناه في الأفق البعيد ثم بدأت أشلاء الصور القديمة تصطف أمام عينيه البريئتين
ثبت قدميه المرتجفتين على الأرض بشدة وقرر العودة إلى سريره العاشق.
محمد نظير السيد علي