تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: أب فخور وابن رائع الخميس أبريل 08, 2010 1:57 am | |
| فى كل يوم جمعة، وبعد الصلاة ، كان الإمام وابنه البالغ من العمر إحدى عشر سنه من شأنه أن يخرج في بلدتهم فى احدى ضواحي أمستردام ويوزع على الناس كتيباً صغيراً بعنوان "طريقا إلى الجنة" وغيرها من المطبوعات الإسلاميه.
وفى أحد الأيام بعد ظهر الجمعة ، جاء الوقت للإمام وابنه للنزول الى الشوارع لتوزيع الكتيبات ، وكان الجو باردا جدا في الخارج ، فضلا عن هطول الامطار
الصبي ارتدى كثيراً من الملابس حتى لا يشعر بالبرد ، وقال : 'حسناً يا أبي ، أنا مستعد!
سأله والده ، 'مستعد لماذا' ' قال الأبن يا أبي ، لقد حان الوقت لكى نخرج لتوزيع هذه الكتيبات الإسلامية.
أجابه أبوه ، الطقس شديد البرودة في الخارج وانها تمطر بغزاره. أدهش الصبي أباه بالأجابة وقال ، ولكن يا أبي لا يزال هناك أ ناس يذهبون إلى النار على الرغم من أنها تمطر أجاب الأب ، ولكنني لن أخرج فى هذا الطقس
قال الصبي ، هل يمكن يا أبي أن أذهب أنا من فضلك لتوزيع الكتيبات '
تردد والده للحظة ثم قال : ; يمكنك الذهاب ، وأعطاه بعض الكتبات قال الصبي 'شكراً يا أبي! ورغم أن عمر هذا الصبي أحد عشر عاماً فقط إلا أنّه مشى فى شوارع المدينة فى هذا الطقس البارد والممطر لكي يوزع الكتيبات على من يقابله من الناس وظل يتردد من باب إلى باب حتى يوزع الكتيبات الأسلاميه.
بعد ساعتين من المشي تحت المطر ، تبقى معه آخر كتيب وظل يبحث عن أحد المارة فى الشارع لكي يعطيه له ، ولكن كانت الشوارع مهجورة تماماً. ثم إستدار إلى الرّصيف المقابل لكي يذهب إلى أوّل منزل يقابله حتى يعطيهم الكتيب.
ودقّ جرس الباب ، ولكن لا أحد يجيب..
ظلّ يدقّ الجرس مراراً وتكراراً ، ولكن لا أحد يجيب ، وأراد أن يرحل ، ولكن شيئاً ما يمنعه.
مرة أخرى ، التفت إلى الباب ودقّ الجرس وأخذ يطرق على الباب بقبضته بقوة وهو لا يعلم ماالذي جعله ينتظر كلّ هذا الوقت ، وظلّ يطرق على الباب وهذه المرة فتح الباب ببطء.
وكانت تقف عند الباب إمرأة كبيرة فى السّن ويبدو عليها علامات الحزن الشّديد فقالت له ، ماذا أستطيع أن أفعل لك يابنيّ. قال لها الصبيّ الصّغير ونظرإليها بعينين متألقتين وعلى وجهه إبتسامة أضاءت لها العالم: 'سيدتي ، أنا آسف إذا كنت أزعجتك ، ولكن فقط أريد أن أقول لكِ أنّ الله يحبّك حبّاً حقيقيّاً ويعتني بك وجئت لكي أعطيكِ آخر كتيب معي والذي سوف يخبرك كلّ شيء عن الله ، والغرض الحقيقي من الخلق ، وكيفية تحقيق رضوانه '. وأعطاها الكتيب وأراد الأنصراف فقالت له 'شكرا لك يا بني! وحيّاك الله!
في الأسبوع التالي وبعد صلاة جمعة ، كان الإمام يعطي محاضرة ، وعندما أنتهى منها سأل : 'هل لدى أيّ شخص سؤالاً أو يريد أن يقول شيئا؟ في الصفوف الخلفية وبين السيدات ، كانت سيدة عجوز يُسمع صوتها تقول: 'لا أحد في هذا الجمع يعرفني، ولم أتِ إلى هنا من قبل، وقبل الجمعة الماضية لم أكن مسلمة ولم أفكّر أن أكون كذلك. وقد توفي زوجي منذ أشهر قليلة ، وتركني وحيدة تماما في هذا العالم..
ويوم الجمعة الماضي كان الجو بارداً جداً وممطراً ، وقد قررت أن أنتحر لأنّني لم يبقَ لديّ أيّ أمل فى الحياة.
لذا أحضرت حبلاً وكرسيّاً وصعدت إلى الغرفة العلوية فى بيتي، ثم قمت بتثبيت الحبل جيّداً فى أحدى عوارض السّقف الخشبيّة ووقفت فوق الكرسيّ وثبّتّ طرف الحبل الآخر حول عنقي، وكنت على وشك أن أقفز. وفجأة سمعت صوت رنين جرس الباب في الطابق السفلي ، فقلت سوف أنتظر لحظات ولن أجيب وأياً كان من يطرق الباب فسوف يذهب بعد قليل.
أنتظرت ثم انتظرت حتى ينصرف من بالباب ولكن كان صوت الطرق على الباب ورنين الجرس يرتفع ويزداد.
قلت لنفسي مرة أخرى ، 'من على وجه الأرض يمكن أن يكون هذا؟ لا أحد على الإطلاق يدق جرس بابي ولا يأتي أحد ليراني '. رفعت الحبل من حول رقبتي وقلت أذهب لأرى من بالباب ويدقّ الجرس والباب بصوت عالٍ وبكلّ هذا الأصرار. عندما فتحت الباب لم أصدق عينيّ فقد كان صبيّاً صغيراً وكانت عيناه تتألقان وعلى وجهه إبتسامة ملائكيّة لم أرَ مثلها من قبل ، حقّاً لا يمكنني أن أصفها لكم
الكلمات التي جاءت من فمه مسّت قلبي الذي كان ميّتاً ثم قفز إلى الحياة مرّةً أخرى ، وقال لي بصوت ملائكيٍّ ، 'سيدتي ، لقد أتيت الآن لكي أقولَ لكِ أنّ الله يحبك حقيقة ويعتني بك! ثم أعطاني هذا الكتيّب الذي أحمله "الطريق إلى الجنّة"
وكما أتاني هذا الملاك الصغير فجأة أختفى مرة أخرى وذهب في البرد والمطر ، وأنا أغلقت بابي وبتأنٍّ شديدٍ قمت بقراءة كل كلمة في هذا الكتاب. ثم ذهبت إلى الأعلى وقمت بإزالة الحبل والكرسي. لأنّني لن أحتاج إلى أيٍّ منهما بعد الأن.
أترون؟ أنا الآن سعيدة جداً لأنّني تعرفت إلى الإله الواحد الحقيقي. ولأنّ عنوان هذا المركز الأسلاميّ مطبوع على ظهر الكتيب ، جئت الى هنا بنفسى لأقول لكم الحمد لله وأشكركم على هذا الملاك الصغير الذي جاءني في الوقت المناسب تماماً ، ومن خلال ذلك تمّ إنقاذ روحي من الخلود في الجحيم. '
لم تكن هناك عين لا تدمع فى المسجد وتعالت صيحات التكبير .... الله أكبر.....
الإمام الأب نزل من على المنبر وذهب إلى الصفّ الأمامي حيث كان يجلس إبنه هذا الملاك الصغير....
وأحتضن إبنه بين ذراعيه وأجهش في البكاء أمام الناس دون تحفظ . ربّما لم يكن بين هذا الجمع أب فخور بإبنه مثل هذا الأب | |
|