أفتى الداعية التونسي الشيخ أحمد الغربي بعدم جواز سجود لاعبي كرة القدم على أرضية ملاعب كرة القدم، إثر تسجيلهم أهدافا في شباك منافسيهم. وقال الشيخ الغربي إن هذا السجود يعد من «البدع المستحدثة»، لأن سجود الشكر شرعه الله لعباده عند حصول نعمة كبيرة أو دفع ضرر كبير، أما في غير ذلك فلا يشرع لأن نعم الله دائمة على عبده، وهي لا تحصى ولا تنقطع.
ودعا الشيخ الغربي في فتواه، التي نشرتها أمس إحدى الصحف المحلية التونسية، إلى عدم تشريع سجود اللاعبين على أرضية الملعب عند تسجيل هدف في مرمى المنافس، وفسر ذلك بعدم ظهور نعمة عظيمة، وكذلك عدم مناسبة المكان. وقال الشيخ الغربي، من ناحية أخرى، إن هذا السجود من البدع المستحدثة لعدم مناسبة هيئة اللاعبين ومظهرهم سواء من حيث اللباس وضرورة ستر العورة، أو كذلك من ناحية ضرورة مراعاة شرطي الطهارة واستقبال القبلة.
وكانت ظاهرة السجود في ملاعب كرة القدم إثر تسجيل أهداف في المرمى المنافس قد انتشرت بقوة داخل ملاعب كرة القدم العربية والعالمية حتى سمي المنتخب المصري على سبيل المثال «منتخب الساجدين». وانتشرت هذه الظاهرة في الملاعب التونسية، وتكررت، وهو ما استدعى تدخل أحد المتابعين لهذه الظاهرة للسؤال حول جوازها من عدمه، حتى وصل الأمر إلى مراسلة الشيخ الغربي الذي يجيب بشكل أسبوعي على الأسئلة الدينية، وقد أفتى بصفة قطعية بمخالفتها للأوامر والسنن الشرعية.
ومن جانبهم، اتفق علماء أزهريون على جواز سجود لاعبي كرة القدم بالملاعب، وأكدوا أن السجدة التي يؤديها هؤلاء اللاعبون عقب تحقيقهم الفوز هي سجدة شكر لله تعالى على توفيقه لهم، وهو أمر مستحب ومطلوب من كل مسلم أن يتحلى بنعمة الشكر التي أمر الله تعالى بها المسلمين في قوله تعالى: « لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ».
و قال الدكتور عبد الفتاح إدريس، رئيس قسم الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر في القاهرة، إن سجود لاعبي كرة القدم بالملاعب في حالة فوز هم على الفريق المنافس جائز شرعا، باعتبار أن هذه السجدة هي سجدة شكر لله تعالى على توفيقه لهم، مضيفا أن سجدة الشكر التي تؤدى في الملاعب هي وسيلة من وسائل الدعوة لله تعالى يقوم بها اللاعبون أمام وسائل الإعلام المرئية، لأنها تمثل شعارا من شعائر المسلمين حينما ينعم الله تعالى عليهم بنعمة يؤدون شكرها على الفور بهذا السجود.
وتابع الدكتور إدريس قائلا: هذا الشعار الذي يؤديه اللاعبون أمام وسائل الإعلام المختلفة هو نهج إسلامي يصل إلى أقصى المعمورة ليترجم للناس أحد تعاليم الإسلام، وهو شكر المنعم على ما أنعم به.