تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: الأمّة المفعول بها ..متى تصبح فاعلة؟؟ الخميس أبريل 01, 2010 12:11 am | |
| مراجعاتالأمةُ المفعولُ بها.. متى تصبحُ فاعلة؟! سامي عبد الرؤوف عكيلةناشط في مجال التنمية البشريةفي دنيا الإدارة ينقسم الناس إلى أربعة أنواع: النوع الأول: صُنَّاعُ المواقف, وهم المحترفون في صناعة الأحداث ودفع الآخرين من حولهم نحو الأهداف التي يريدونها, وذلك من خلال سطوتهم بالمال أو الخبرة أو العلاقات..الخ والنوع الثاني: هم متخذو القرار, وهم الأشخاص الظاهرون للعلن, وتتلخص مهمتهم في تنفيذ رغبات صنَّاعِ المواقف للتخلص من ضغطهم. والنوع الثالث: هم المتلقون, وهم الأشخاص الملقى على عاتقهم تنفيذ القرارات المتخذة, والاندماج في المواقف المصنوعة والتفاعل معها حتى تثبت نجاحها, وهم بمثابة الحطب في النار تحت القدْر. والنوع الرابع: هم المتفرجون, وهم الأشخاص السلبيون الذين لا يتعدى فعلهم حالة الاندهاش من المواقف في أشد الحالات. وحتى في عالم الرياضة, نجد أن اللاعبين ينقسمون إلى صانعي أهداف وهدافين ومدافعين, عندما تهز الكرة الشباك ترى الكاميرات لا تفارق اللاعب الفرح المنتشي الذي أحرز الهدف, في حين أنها لا تعير أي اهتمام لصانع الهدف الذي يكتفي بنشوة داخلية لا تساويها نشوة, لأنه يعلم أنه السبب الحقيقي وراء زلزلة المدرجات. وفي عالم السياسة, نسأل: هل الأمة تقع في خانة الفعل وصناعة المواقف؟! أم في خانة رد الفعل والدفاع عن النفس واستقبال الضربات وامتصاصها ؟! وبمراجعة سريعة لجداول أعمال مؤتمرات القمم العربية الاثنين والعشرين منذ قمة "انشاص" في مصر عام 1946م وحتى قمة "سيرت" في ليبيا عام 2010م نجد أنها في معظمها عبارة عن ردات فعل لمواقف إسرائيلية في المنطقة: مناقشة الرد العربي على .., دراسة الانعكاسات المتوقعة على .., بلورة قرار عربي تجاه .., مواجهة الخطة الإسرائيلية لـ.., إيجاد موقف عربي واضح من ..الخ إن السياسة الإسرائيلية صانعة المواقف استطاعت أن تجعل العرب والمسلمين في تخبط وصدمة دائمين نتيجة لحالة الفعل الإسرائيلية المتراكمة والمؤثرة التي تتطلب بلورة مواقف جماعية ووحدوية من العرب والمسلمين. والأدهى والأمر أن العرب والمسلمين عجزوا حتى عن صناعة ردات الفعل الإيجابية والموحدة والمتكافئة للمخططات الإسرائيلية الهادفة إلى استباحة المنطقة, لأن فاقد الشيء لا يعطيه, والأمة التي تفقد قيمة وواقع الوحدة لا يمكنها أن تجتمع على مواقف موحدة. قد نتفهم أن الجولة الأولى من المعركة قبل عام 1948م كانت للعدو الإسرائيلي الذي بادر بالتهويد, ولكن كيف لعاقل أن يفهم أو يتفهم أن الجولات اللاحقة هي أيضاً عبارة عن مبادرات إسرائيلية مباغتة وجريئة تجاه المنطقة العربية ومقدساتها. عندما كانت (إسرائيل) في يوم في خانة رد الفعل تجاه الفعل عربي, أدركنا الفرق بين ردَّات الفعل الإسرائيلية وردَّات الفعل العربية, فأنّى يغيب عن ذاكرتنا الرد الإسرئيلي المزلزل المكتوب بالدم الفلسطيني الأحمر في عملية "السور الواقي" بالضفة الغربية وحصار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رداً على المبادرة العربية للسلام عام 2002م! في بداية الرسالة كان من الممكن لأعدائها أن يبادروها وأصحابها بالتعذيب والغزو, ولكن في لحظة تاريخية مفعمة بالقيادة الإيجابية انتهى هذا العهد, فقال صلى الله عليه وسلم بعد غزوة الأحزاب: "الآن نغزوهم ولا يغزوننا", وحقاً لم تغز بعدها قريش النبي صلى الله عليه وسلم حتى غزاهم في عقر دارهم، ودخل مكة عليهم. الأمة تعاني من الذل لأنها مهانة في عقر دارها, وطالما (إسرائيل) تجثم في فلسطين فستبقى بيضة الأمة ملهاة في يد الصبية, لأن فلسطين هي نواة الشام, والشام عقر دار الإسلام كما أخبر صلى الله عليه وسلم. وما غُزِيََ قومٌ قط في عقرِ دارهم إلا ذُلوا. العزة في الفعل, والكرامة في الإيجابية, وما هي إلا خطوة واحدة تفصلنا عن النصر المبين, مصداقاً لقوله تعالى : " قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ .. (23) فهل نحن فاعلون؟![ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|