(( 1 ))
قال ابن كثير في تفسيره :
.. وذلك لأن لغَة العرب أفصحُ اللغات وأبينُها وأوسعُها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس،
فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات، على أشرف الرسل، بسفارة أشرف الملائكة،وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض،
وابتدئ إنزالُه في أشرف شهور السنة، وهو رمضان فكمُل من كلِّ الوجوه .
(( 2 ))
يقول الدكتور عبده الراجحي :
( وهذه العربية الفصيحة لغة طبيعية كغيرها من اللغات الطبيعية،
لكنها تعد حالة خاصة تختلف عن اللغات الأخرى،
وبخاصة تلك اللغات المنتشرة كالإنجليزية والفرنسية والألمانية.
وهذا الاختلاف يتجسد في ثلاثة جوانب
:أولها : أن العربية لها امتداد تاريخي ليس لهذه اللغات.
ثانيها : إن هذه اللغة - شاء الناس أم أبوا - ترتبط ارتباطًا عضويًّا بالإسلام،
يبدأ هذا الارتباط بالقرآن الكريم ثم يمتد في الحديث الشريف، فالتفسير، والفقه، والتاريخ،
وغير ذلك من جوانب الحياة الإسلامية.
وثالثها : إن هذه اللغة العربية الفصيحة لها تراث هائل في الدرس اللغوي لا نعرف له مثيلًا أيضًا في اللغات الأخرى )
(( 3 ))
:: الغيض والغيظ ::
فأما (الغيض) بالضاد فمصدر غاض الماء يغيض غيضاً : إذا قل ونضب.
و غيض الماء فعل به ذلك على اسم ما لم يسمى به فاعله
.وفي القرآن الكريم جل منزله : " وغيض الماء ". وغاض الكرام : قلوا، وفاض اللئام : كثروا.
فأما المثل السائر: (أعطاه غيضا من فيض) أي قليلا من كثير. وقيل: الغيض : نيل مصر،
و الفيض : نهر البصرة. والغيض، بكسر الغين: الطلع في بعض اللغات، ذكره ابن دريد.
وأما (الغيظ) بالظاء فمصدر غاظه غيظا: إذا أغضبه
.قال الله جل ثناؤه: " والكاظمين الغيظ ".
(( 4 ))
ومن فرط حبهم للغة العربية ، وغَيْرتِهم عليها ، وصيانتهم لها ,
كانوا يفضلون الشتم بها على المدح بغيرها ،
فقد أُثِر عن أبي الريحان البيروني قوله :
[ لئن أُشتَم بالعربية خير من أن أُمدَح بالفارسية ]
(( 5 ))
:: باء تجر وباء لا تجر !! ::
{ قيل لبعضهم : ما فعل أبوك بحمارِهِ ؟
فقال : باعِهِ ,
فقيل له لمَ قلت : باعِهِ ؟
قال : فلم قلت أنت : بحمارِهِ ؟
فقال : أنا جررته بالباء,
فقال : فلِمَ تجر باؤك ، وبائي لاتجر ؟! }
(( 6 ))
:: أبو علقمه وابن أخيه ::
قدم على أبي علقمه النحوي ابن أخ له ،
فقال له : ما فعل أبوك؟
قال : مات ,
قال : وما علته ؟
قال : ورمت قدميه ,
قال : قل : قدماه
..قال : فارتفع الورم إلى ركبتاه ..
قال: قل : ركبتيه
.فقال : دعني يا عم ، فما موت أبي بأشد علي من نحوك هذا ..!!
(( 7 ))
( عفا أم عفى ؟! )
أيهما الصواب في هذه الأفعال الماضية :
( دعا أو دعى . قضى أو قضا . بكى أو بكا . رجى أو رجا )
بمعنى أنك إذا سمعت أحد هذه الأفعال أو غيرها تنتهي بالألف .
فهل ستكتبها مقصورة أم ممدودة ؟
الجواب :
بل سهولة واختصار وحتى لاتتعب نفسك
.تذكر ما هو المضارع من الفعل نفسه :
فإذا كان المضارع منه ينتهي بحرف الــ واو = فاكتب الفعل الماضي بألف ٍ ممدودة.
مثال :
( يدعو >> دعا )
( يعفو >> عفا )
وإذا كان المضارع منه ينتهي بحرف الياء = فاكتب الماضي بألف مقصورة .
مثال :
( يقضي >> قضى )
( يرمي >> رمى )
وطبق هذه القاعدة على الأفعال المذكورة وستعرف أيها الصحيح .
(( 8 ))
:: الأعداد ::
كثيرا ً ما نسمع أرقاما ً وعند كتابتها نحتار ونتردد ..
هل أكتب :
سبع طلاب ؟ أو سبعة طلاب ؟
إحدى عشرة تلميذة ؟ أو أحد عشر ؟
وغيرها كثير ..
فهل فكرنا :
- متى نكتب العدد بالتذكير ؟
ومتى بالتأنيث ؟
ولكي لا نتردد أو نحتار عند أي عدد نريد أن نكتبه ..
فهذا ملخص لموضوع : الأعداد .
فتفضلوا :
أولا ً :
(( 1 و 2 )) =
هذان العددان يوافقان المعدود تذكيراً ونأنيثاً ..
مثال :
اشتريت قلمين اثنين .
ورأيت حديقتين اثنتين .
ثانيا ً :
(( 3 - 10 )) =
هذه الأعداد من ثلاثة إلى عشرة تخالف المعدود تذكيراً وتأنيثاً .
فإذا كان المعدود مذكراً جاء العدد مؤنثاً .. والعكس صحيح .
مثال :
رأيت سبع بقرات
أخذت ثمانية أقلام
اشتريت ست طاولات .
جاء سبعة رجال .
ثالثا ً :
(( 11 و 12 )) =
هذان العددان مثل : ( 1 و 2 )
يوافقان المعدود تذكيراً وتأنيثا ..
ولكن الفرق أنهما مكونان من جزأين .. ( مركبة )
ولاحظ أنهما يوافقان المعدود في كلا الجزأين .
مثال :
(( رأيت أحد عشر كوكبا ))
(( رأيت إحدى عشرة امرأة ))
رابعا ً :
(( 13 - 19 )) =
هذه الأعداد من ثلاثة عشر إلى تسعة عشر .. وتسمى : ( الأعداد المركبة )
لأنها مركبة من جزأين ..
وقاعدتها كالتالي :
الجزء الأول يخالف المعدود تذكيراً وتأنيثا ً ..والجزء الثاني يوافق المعدود تذكيرا ً وتأنيثا ً ..
مثال :
رأيت ثلاثة عشر رجلا .
رأيت أربع عشرة امرأة .
( لاحظ أن الجزء الأول يخالف والثاني يوافق )
خامسا ً :
(( 20 30 40 50 60 70 80 90 ))
هذه الأعداد تسمى : ألفاظ العقود .
وهذه الأعداد ليس لها إلا صورة واحدة ..
ولا تختلف مع سواء ً كان المعدود مذكرا ً أو مؤنثا ً .
ولكن تختلف في الإعراب وفقاً لموقعها من الجملة ..
مثال :
جاء سبعون طالبا ً .
رأيت ستين طالبا ً .