حبيبتي

حبيبتي

أفصحي عما تخبئين بين رمشيك من أحلام وردية

أقرئيني سلاما من عينيك

دعيني أحلم لمرة أخيرة بروحك المقدسة

تتسلل جسدي المتجمد

تهمس للنجوم أحلام عاشق زمردية

تشعل لهيب الحب في صدري

تدفئ شراييني

ليتدفق فيها شذا الحب الخمري

و بعد قليل أفتح عيني المحمرة

تناديني أمي

تكلمني

أشعر بك يا غالية

أروي لها الحلم للمرة العاشر ة

تمسح وجهي بيديها الطاهرة

تكفكف دمعي الممزوج بغصة

تبتسم

تحيي الأحاسيس المتألمة

أخرج إلى الطرقات

أحدق بخجل إلى الشمس

أبحث عن وجهك الممزوج بالنور

لا أجد سوى صورا قديمة أتلفها الضباب

تقاذفتها الريح في ذاكرتي

ألملمها أخبئها والدموع

أشرب كأس المر

مع لفافة التبغ

لأختنق ببطء

و لا أعرف ما أنتظر

تخفت الأصوات

يترامى جسدي على الرصيف

تطفأ اللفافة

يلفني التراب أشم عطرك البلدي

تختلط الألوان

تتوه الأزقة

تتشابه الوجوه

تتناهى عن عينيّ الأشياء ا لاّ الصّور

تسقط الأوراق الصّفر و الياسمين

دموعا

تختلط كلّها

تضيع

أنهض

أحلق عاليا بجناحي ملاك

أرى القدس أتنفس مرة

وجنين

بيت لحم و صفد تصرخ

أعود إلى حيث كانت الصور

أراه ثانية ملطخا بوحله

يا لحزنه

وحيدا بلا صديق

بلا ظل ولا طريق

بلا حياة

و الكل يرمقه بعين رحمة

أحدق به

أدهش!؟

يشبهني كثيرا

أشعر به

شيء ما في داخله يشدني

أقترب منه بسرعة بلا وعي

أمتنع

أقترب أمتنع

أتوحد به ألتحم

أمتد في جسده

يلفني بقوة

تدق الســـــــــــــــــاعــــــــــــــــات صيحات غريبة

تصرعني

أشلّ أختنق

خوف يسكنني

ضعف يغزو أصابعي

وبرد

ما لذي يحدث ؟

برد وصمت مرعب

أراهم بعينيه

يبتعدون بخطا بطيئة

تركوني وحيدا معه

ما هذا الظلام ..؟

ما هذا السكـــــــــــــــون ..؟

أنظر إلى تلك التلال البعيدة في الجنوب

أسمع صوتا أعرفه

ينـــــــادي علي :

لملم أوراقك

و الهوية

إقترب موعد الرحيل...!



بقلم :عماد ابو طاقيه