القاهرة - من أحمد عبدالعظيم |
على الرغم من غرابتها وما يكتنفها من مخاطر جمة... إلا أن كثيرين يهوون تربية الثعابين واقتناءها والعناية والاهتمام بها، والإنفاق عليها بسخاء. ويبدو أن المحاسب المصري الشاب أحمد منتصر عاشق للثعابين، حيث يقتني في مسكنه الخاص المئات منها، ولم يشغله عمله كمحاسب في أحد البنوك، عن أن يجلب لها طعامها المحبب يوميا، من دون كلل أو ملل، كما لا يخشى مكرها أو غدرها، لكن هذا العشق يقابله عزوف من الفتيات على الاقتران به.
داخل مسكنه في منطقة حلوان (جنوب القاهرة) استضافنا منتصر بين المئات من الثعابين المتبعثرة بجميع أنحاء الشقة، وعلى المقاعد والأثاث، حيث حكى قصته معها قائلا: أحببت اقتناء الثعابين منذ طفولتي عندما كنت أشاهدها تباع في سوق الجمعة في منطقة «السيدة عائشة» في القاهرة، وكنت ألح على والدي حتى يشتري لي ثعبانا ولكنه كان يرفض مكتفيا بشراء سلحفاة.
مضيفا: بعد ذلك قررت شراء الثعابين من مصروفي الخاص، حيث اشتريت ثعبانا من فصيلة الأرقم «غير سام» ووضعته داخل صندوق وأخفيته داخل حجرتي مدة طويلة حتى اكتشف والدي الأمر فعنفني وتخلص من الثعبان، غير أني عاودت الشراء مرة أخرى وكنت أضعها أعلى سطح منزلي!
مع مضي الوقت، اقتنيت عددا كبيرا من الثعابين بجميع أنواعها السامة وغير السامة مثل: الكوبرا المصرية والبرجيل والبخاخ وأبو العون والعزرون والهرسين وغيرها، وعندما رفض والدي بقاء هذه الثعابين داخل الشقة التي نقيم بها استأجرت شقة خاصة بي لأعيش مع ثعابيني بكامل حريتنا.
وتابع: بالفعل أصبحت أعيش بين أكثر من 1500 ثعبان، السام منها أضعه داخل صناديق زجاجية، أما الأنواع الأخرى فأتركها طليقة داخل الشقة، بعدما أَلفَِ كل منا الآخر، وغدا بيننا دفء في المشاعر، حتى أنني لا أتخيل الحياة من دونها.
وعندما سألناه من أين تشتري ثعابينك تلك؟ أجاب قائلا: أشتريها من منطقة أبورواش، التي يشتهر أهلها بصيد الثعابين بجميع أنواعها، وعن أسعارها قال: يتراوح سعر الثعبان بين 50 جنيها وحتى 600 جنيه حسب نوعه، وتعد الكوبرا المصرية أغلى الأنواع، ومن الصعب أن يتملص الثعبان السام من سمومه ولكن من الممكن تخييط رأسه ونزع أنيابه، وعما إذا كان تعرض للدغة من ثعابينه رد: تعرضت للدغ الثعابين أكثر من مرة وعندما يحدث ذلك أقوم بربط أعلى مكان اللدغ وتشريحها ثم أضع الثلج أو الملح عليها، لضمان عدم سريان السم، حتى أصل إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج.
وأشار إلى أن طعام الثعابين هو الفئران البيضاء والضفادع التي أشتريها من منطقة أبورواش التي تنتشر بها مزارع لتربية الفئران والضفادع، حيث أشتري ما يقرب من 500 ضفدعة و50 فأرا يوميا خصيصا لأكل الثعابين .
منتصر شدد على أن عمله كمحاسب بأحد البنوك لن يدفعه يوما إلى ترك هوايته في تربية الثعابين التي لن يبيعها مهما كانت الإغراءات، لافتا إلى أنه اكتشف أن هناك العديد من الشباب يشاطرونه الهواية نفسها ، ويتبادلون الاتصالات ويخططون لتكوين رابطة يستطيعون من خلالها إقامة معارض لعرض هذه الثعابين ونشر ثقافة التعامل معها.
وأوضح، أن الثعبان لايهاجم أي شخص ولا يؤذيه ، فهو رقيق جدا، وعندما يشعر بالأمان يصبح كالقطة الأليفة، ويعترف بأن أقاربه وأصدقاءه لا يزورونه بسبب ثعابينه، كما رفضت أكثر من فتاة الارتباط به.
نقلا عن جريدة الراي