موضوع: ومن الشّعر لحكمة... الإثنين مارس 01, 2010 3:36 am
الشعر ديوان العرب وقاموس مفرداتهم واهم وسائل الاعلان عن مآثرهم ومناقبهم ومكارمهم وبطولاتهم في زمن لم يكن فيه الا الشعر والخطابه .. تعقد لها المنتديات في المواسم والمناسبات ويتبارى اصحاب الكلمه ويجاز الفائز منهم .. وكان العرب لا يهنيء بعضهم بعضا الا .. ((.. بولد ٍ ذكر .. شاعرٌ ينبغ .. فرسٌ تنتج .. )) وما المعلقات المشهوره الاّ إنتاج المتميزين من الشعراء العرب قبل الاسلام . فلمّا جاء الاسلام ونزل القرآن بلسان العرب حفظ للكلمه المؤثره والبناءة التي تثير النخوه وتهيج مشاعر الكرامه وتنشر المعروف وتدافع عن الحق .. حفظ لها مكانتها .. بل ضرب بها المثل في القرآن سواء كانت شعراً او نثراً .. فقال تعالى .. (( .. ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبه كشجرة طيبه اصلها ثابت وفرعها في السماء .. تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرل الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون ..)) والشعر كلمة حسنها حسن وقبيحها قبيح .. طيبها طيب وخبيثها خبيث . والاسلام يحفظ الطيب ويحض عليه من الاقوال والاعمال والاخلاق .. (( اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )) ويحارب الخبيث من كل شيء فالكلمه التي تثير الغرائز .. وتنتهك الحرمات .. وتصف العورات وتحض على النعرات وتهييج العداوات .. وتروج سوق الكذب ..!! فالاسلام حرمها وحذر منها .. لانها تنافي مجتمع الطهر والنقاء .. الذي يقيمه الاسلام للناس *ونضرب هنا مثالا لتلك الاقوال التي يرفضها الاسلام لأنها تضاد ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من ثوابت الشرع .. وهي الشطر الثاني من هذا البيت ..!! الا كـــل شــــيء ٍ ما خــلا اللهَ باطل .. (( وكُـل نـعــيــم ٍ لا محالةَ زائل ))
والبيت للشاعر المخضرم .. الذي عاصر الجاهلية والاسلام .. لبيد بن ربيعه ..
وقد انكر عليه الصحابي الجليل عمر بن الخطاب .. قوله وكل نعيم ٍ لا محالة زائل .. قال له كذبت ان نعيم الجنه لا يزول ..
فاستدرك قائلا : سوى جنة الفردوس إن نـعيمـها .. يدوم فإن الموت لا بد نازل وهنا تظهر ميزة المسلم في الرجوع الى الحق والتراجع عن الخطا .. مع العلم ان الشطر الاول .. الا كل شيء ٍ ما خلا الله باطل .. الكثير من الشعراء الكبار قالوا انه اصدق بيت قالته العرب .. ويعجبني قول .. (( طرفة بن العبد ))
ولا أُغير على الأشعار أسرقها .. عنها غَنيت ُ وشرّ الناس من سرقا وإنّ أحــســــن بيت ٍ أنت قائله .. بــيــت ٌ يــقــال إذا انــشــدته صدقا
ومن ميزة الشعر .. ان الشاعر يوجه به سهامه للذين يريدون بالشعر ركوب موجات التحلل والبعد عن القيم وطعن العفاف تحت ايّ مسمى تمليه عليهم اهواؤهم وما اصدق في ذلك قول .. (( القاضي ابو علي الحسن بن احمد ))
وكم قائل ٍ يهذي ويحسب أنه .. يــنــظـــم دُرّاً وهــو يلفظ بالبعر فقلت له : أمـسك لسانك إنما .. كلامك نَتفُ الشَّعر لا نُتَفُ الشِّعر وهو القائل .. طويت بساط الشعر عني تعمدا = إذ الشعر أضحى بالدناءة يلصق فــلــســـت بمدّاح ولا أنا شاعرٌ = ولــكــن لــــساني بالمودّة ينطق وللشعر دوره في تمجيد ما مجده الله عز والله واثنى عليه في محكم آياته ..من الاشياء التي لها أثرها وخطرها ومنها القلم .. لسنان تعبير عن اللسان ..ونقل الشعور من الجنان .. وتسطير نتاج العقول على السطور .. فلا عجب ان قال الله عز وجل مقسما بالقلم .. (( نون والقلم وما يسطرون )) فإذا قال الشاعر في هذا المعنى فقد صدق .. اذا افتخر الأبطال يوما بسيفهم .. وعدّوه مما يكسب المجد والكرم كفى قلم الكتـّاب فخرا ً ورفعة ً .. مدى الدهر أن الله اقسم بالقلم (( ابي الفتح البستي ))
ولما كان الشعر احد وسائل الدعوه كما ذكرناه في اول المقال .. والدفاع عن الاسلام ورسول الاسلام ولذلك اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم .. شعراء ينشدون الشعر بين يديه امام الوفود وغيرهم ويرفعون راية الحق ويعلون شأن الاسلام ورسول الاسلام يقول الحق بلا مبالغه أو كذب ألم يكن حسان بن ثابت وعبدالله بن رواحه وكعب بن مالك من شعراء الاسلام حتى ذاعت شهرتهم بين المسلمين بانهم شعراء الرسول عليه الصلاة والسلام ..
واذ كان البعض يطعن في الشعر والشعراء مستدلا بقول الله .. (( والشعراء يتبعهم الغاوون )) فإن هذا من باب (( ولا تقربوا الصلاة )) فلو أتم ما بعدها .. لا دل المعنى وفهم المراد .. فان الله بعدها يقول .. (( الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ))
يقول ابو اسحاق لما نزلت الايه .. جاء حسان بن ثابت وعبدالله بن رواحه وكعب بن مالك الى الرسول وهم يبكون ، قالوا : قد علم الله حين انزل هذه اليه أنا شعراء . فتلا النبي عليه الصلاة والسلام .. (( الا الذين امنوا وعملوا الصالحات )) قال : انتم (( وذكروا الله كثيرا )) قال : انتم (( وانتصروا من بعد ما ظلموا )) قال : انتم .
ان الذين يدافعون بشعرهم عن الفضيله والحق والمعروف والطهر ويذمون دعاة الفسق والفجور والرذيله .. اصحاب رساله ساميه ..
ايد الرسول عليه الصلاة والسلام رائدهم وامامهم حسان بن ثابت حين كان يرد بشعره على الكفار فقال الرسول صلى الله عليه وسلم .. اهجهم وروح القدس معك .. أي جبريل عليه السلام ))
ولما جاء كعب بن مالك الى النبي عليه الصلاة والسلام يقول .. ان الله عز وجل قد انزل في الشعراء ما انزل فقال له رسول الله عليه الصلاة والسلام .. ان المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به نضح النبل ..)) فجعل الشعر نبلا يرمى به في نحر الباطل والزيف والمجون .
واختتم بهذه الابيات الجميله .. التي تصلح في هذا العصر حيث ساد الجهال وادعياء الشعر الذين لايعرفون للشعر وزنا ولا يقيمون له قافيه .. وللاسف تولوا زمام المجلات الشعبيه والقنوات الفضائيه الشعريه وافسدوا اكثر مما اصلحوا .. الا من رحم ربي وهم قليل جدا جدا ..!! والابيات للافوه الاودي .. لا يصلح الناس فوضى لا سراةَ لهم .. ولا ســــراةَ لهم إذا جهالهم سادوا اذا تــولى ســـراةُ الــنـــاس أمــرهم .. نما على ذاك أمر القوم وازدادوا تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت .. فــــإن تــولـــت فبالأشرار تنقادُ
alwzer .
عدد المساهمات : 1031 تاريخ التسجيل : 16/01/2010 المزاج : الحمدلله
موضوع: رد: ومن الشّعر لحكمة... الأحد مارس 07, 2010 2:41 am
[= اللون الأخضر] [ب] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته