تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: اللّص التّقيّ!!! الإثنين مارس 01, 2010 2:38 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
هذه القصة حقيقية رواها الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :
يُحكى أنَّ شاباً فيه غفلة ، طلب العلم عند أحد المشايخ ، حتى إذا أصاب معه خطأ قال الشيخ له ولرفاقه : لا تكونوا عالة على الناس فإن العالم الذي يمد يده إلى أبناء الدنيا لا يكون فيه خير ، فليذهب كل واحد منكم وليشتغل بالصنعة التي كان أبوه يشتغل بها، وليتق الله فيها. ذهب الشاب إلى أمه فقال لها : ما الصنعة التي كان والدي يشتغل بها ؟ فاضطربت الأم وقالت : أبوك قد ذهب إلى رحمة الله فمالك وللصنعة التي كان يشتغل بها ؟ فألح عليها ، وهي تتملص منه حتى اضطرها إلى الكلام ، فأخبرته وهي كارهة أنه كان لصاً ! فقال لها: أن الشيخ أمرنا أن يشتغل كل بصنعة والده وليتق الله فيها . فقالت الأم : ويحك في السرقة تقوى ؟ وكان في الولد غفلة وحمق ، فقال هكذا قال الشيخ . ذهب الولد وسأل وتلقف الأخبار حتى عرف كيف يسرق اللصوص ، فأعد العدة للسرقة وصلى العشاء وانتظر حتى نام الناس ، وخرج ليشتغل بصنعة أبيه كما قال الشيخ . فبدأ بدار جارهم وهم أن يدخلها ثم ذكر أن الشيخ أوصاه بالتقوى ، وليس من التقوى إيذاء الجار ، فتخطى هذه الدار ومر بأخرى ، فقال لنفسه : هذه دار أيتام والله حذر من أكل مال اليتيم ، ومازال يمشي حتى وصل إلى دار تاجر غني ليس فيها حرس ويعلم الناس أن لديه أموالا تزيد عن حاجته ، فقال ها هنا . وعالج الباب بالمفاتيح التي أعدها ففتح ودخل فوجد دارا واسعة وغرفة كثيرة ، فجال فيها حتى اهتدى إلى مكان المال ، ففتح الصندوق فوجد من الذهب والفضة فهم بأخذه ثم قال : لا قد أمرنا الشيخ بالتقوى ، ولعل هذا التاجر لم يؤد الزكاة أولا ! وأخذ الدفاتر وأشعل فانوساً صغيراً جاء به معه ، وراح يراجع الدفتر ويحسب ، وكان ماهرا في الحساب حتى مضت ساعات فنظر فإذا هو الفجر ! فقال : تقوى الله تقضي الصلاة أولا. فخرج إلى صحن الدار وتوضأ من البركة وأقام الصلاة . فسمع رب البيت ورأى منظراً عجباً ، فانوساً مضيئاً ! رأى صندوق أمواله مفتوحاً ورجلا يقيم الصلاة ، فقالت له امرأته : ماهذا ؟ قال: والله لا أدري ؟ ونزل إليه فقال : ويلك من أنت وما هذا ؟ قال اللص : الصلاة ثم الكلام ! وهيا توضأ وصلي بنا فإن الإمامة لصاحب الدار ، فخاف صاحب الدار أن يكون معه سلاح ، ففعل ما أمره والله أعلم كيف صلى ! فلما قضيت الصلاة قال له : أخبرني من أنت وما شأنك ؟ قال : لص . قال : وما تصنع بدفاتري ؟ قال : أحسب الزكاة التي لم تخرجها من ست سنين ، وقد حسبتها وفرزتها لتضعها في مصارفها . فكاد الرجل يجن من العجب فقال له : ويلك ماخبرك هل أنت مجنون ؟ فأخبره خبره كله ، فلما سمع التاجر ورأى ضبط حسابه ، وصدق كلامه ، وفائدة زكاة أمواله ، ذهب إلى زوجته وكلمها ، وكان له بنت ، ثم رجع إليه فقال له : ما رأيك لو زوجتك ابنتي وجعلتك كاتبا وحاسبا عندي ؟ وأسكنتك أنت وأمك في داري ؟ ثم جعلتك شريكي ؟ قال : أقبل . وأصبح فدعا المأذون والشهود وعقد العقد ! | |
|