الآباء لهم الدور الأكبر في نقل المخاوف لأطفالهم
إن أغلب مشكلاتنا النفسية الاساسية هو الخوف بجميع أشكاله
ذلك الخوف الذي يسكن داخل كل النفوس البشرية ويعشش فيها
سواء أكان الشخص كبيراً أم صغيراً بل هو في حياة الكبار
أشد عمقاً ورسوخاً فجميعنا لنا مخاوفنا التي لا نرتاح لها
والتي نعمل على تجنبها أو التخلص منها أو نحاول السيطرة
على هذه المخاوف ، ولعل الأباء لهم الدور الأكبر في
نقل المخاوف لأطفالهم وذلك بهدف الحفاظ على النظام وتبقى
آثار الخوف إلى أن يكبر الطفل فتصبح احدى عوامل الهدم
والانهيار في انتاجه فيكون ذلك عائقاً في نمو شخصيته
ومن اسباب الخوف عند الاطفال في المرحلة المبكرة
1
- النقد والتوبيخ : ان النقد الزائد يؤدي الى تطوير
الشعور بالخوف لدى الاطفال حيث انهم يشعرون بأنهم لا
يستطيعون ان يفعلوا شيئاً صحيحاً ويتوقعون دوماً الاجابات
السلبية فكثرة النقد للاطفال يسبب لهم الخجل والخوف معاً
ب- الضبط والمتطلبات الزائدة ان جو البيت الذي يتسم
بالضبط الزائد ينتج اطفالاً خوافين بشكل عام فبعض الاباء
يرون ان الطفل يجب ان يكون كما يرون هم 0
ج- الصراعات الاسرية : تؤدي الصراعات المستمرة بين الابوين
أو بين الأخوة او بين الآباء والآبناء الى جو متوتر بالبيت
وإذا ما كانت تلك الصراعات حادة فإنها تؤدي إلى عدم
الشعور بالأمن والاطفال الذين لا يشعرون بالأمن يشعرون بأنهم
أقل قدرة من غيرهم على معاملة الآخرين 0 ويزداد الأمر وطأة
لدى الاطفال مرهفي الحس حيث يشعرون بأنهم مثقلون بمشكلات
الاسرة التي لا يستطيعون فهمها أو يسيئون تفسيرها
باعتبارها مشكلات لا أمل من حلها 0
د- الخوف والتقليد : للتقليد دور هام في الخوف لدى
الاطفال فالأطفال لا يقلدون الكلام والاخلاق والآداب العامة
لأهلهم وبيئتهم فحسب بل إن الموقف الذي يتخذه الطفل حيال
اي موضوع يغلب أن يكون من المواقف التي رآها في أهله
فالأم التي تخاف خوفاً واضحاً من الحيوانات أو الأماكن
المظلمة أو العواصف الهوجاء أو الأماكن العالية غالباً
تخلق تلك المواقف في ولدها وتزيد من مخاوفه حيال تلك
الأشياء
لذا يجب تعليم الطفل ضبط انفعالاته في سن مبكرة وحمايته
من المثيرات المخيفة وكيف يتعامل مع المواقف الانفعالية
وهذا ما يساعده في المحافظة على صحته النفسية والجسمية
ويمكن معالجة الخوف عند الاطفال من خلال عدة طرائق منها :
1
- المهارة : تعليم الطفل بعض المهارات التي تمكنه مواجهة
الأوضاع التي تخيفه كتعليمه بعض انواع الرياضة مثل رياضة
الكاراتيه اذا كان يخشى مهاجمة بعض الأشرار وهذا يشعره
بالاطمئنان
2
- الألفة : اتاحة الفرصة للطفل لألفة الامر والوضع المخيف
كأن تخلصه من خوف الارنب وذلك بتقريبه واللعب بجواره 0
3
- الربط المباشر : وهي الافعال المنعكسة الاشتراطية
المباشرة ويكون عن طريق تقديم الامر أو الشيء المخيف مع
أمر آخر محبب إلى الطفل
4
- تقليد الآخرين : تهيئة الطفل لمشاهدة اطفال لا يخافون من
الامور التي يخاف منها يساعده ذلك على التخلص من مخاوفه
لبعض الاشياء او الحيوانات
لذلك لا بد لنا من مراعاة القواعد العامة والصحيحة في
تربية الطفل وخاصة فيما يتعلق بتوفير متطلباته وحاجاته
الاساسية من محبة وعطف وشعور بالامان والطمأنينة ومنحه
حرية التصرف في بعض شؤونه وتحمله بعض المسؤوليات التي
تتناسب مع نموه ومراحل تطوره وعدم إخافته إلا في بعص
الامور التي يجب تحذيره منها وتنبيهه إليها بعيداً عن
التوبيخ والنقد وإقناعه بأن الشيء الذي يخاف منه هو غير
مخيف ومؤذ 0